من توجيهات السيد ابن طاووس في يوم المباهلة العظيم.
قال السيد ابن طاووس في كتاب الإقبال :
فصل فيما نذكره مما ينبغي أن يكون أهل المعرفة بحقوق المباهلة من الاعتراف بنعم الله جل جلاله الشاملة
اعلم أن يوم المباهلة أعظم مما أشرنا إليه و إنما ذكرنا من فضله بحسب ما دلنا الله جل جلاله عليه و كن أنت مفكرا في أن الله جل جلاله اختار لنا في الأزل من غير وسيلة منا و لا فضيلة صدرت عنا أنوارا تباهل بها جاحدين كفارا و شموسا تكشف بنورها دعوى اليهود و النصارى و تمحو آثار استمرار شرعهم و شموسهم و يخسف ببدورها دعوى الجاهلية بعبادة أصنامهم و تخطيلهم [تخليطهم] بها من نحوسهم و تخلع بها خلع التشريف بالتكليف للتراب و يحيي بهدايتها موات الألباب و تعم [تفم] لأجلها دوام نعيم دار الثواب و يأتي بها على [إلى] نار قد علا لهبها و سعيرها و حروب قد اشتد كلبها و زفيرها فخفف بها عنا و عن سائر البشر هول ذلك الخطر و الضرر و إطفاء شررها بمباهلة ساعة بأهل الطاعة و قرب جموعها و هدم ربوعها بثبوت أقدام أرباب المباهلة و رايات إخلاصهم و حمى حوزة الإسلام و المسلمين بتلك المباهلة الصادرة عن أمر رب العالمين فلهذا اليوم المباهلة من حق التشريف و تعظيم أهل المقام الشريف و تخفيف المالك اللطيف ما يقتضي أن يكون هذا اليوم من أعظم أيام البشارات و أكرم أيام السعادات مغمور المجالس و المحافل بالثناء على الله جل جلاله و ذكر ما فيه من الفضائل معروفا به جل جلاله حقوق ملوك أهل المباهلة و ما رفع [دفع] الله جل جلاله بهم من الأمور الهائلة و ما نفع بمباهلتهم في العاجلة و الآجلة و أن يتوجه بهم فيه إلى كشاف الكربات و واهب ألطاف الكرامات فيما يكون العبد محتاجا إليه و على قدر تعظيم اليوم المذكور و عزة أهله عليه.
و قال السيد ابن طاووس في الإقبال :
اعلم أن يوم مباهلة النبي ص لنصارى نجران كان يوما عظيم الشأن اشتمل على عدة آيات و كرامات فمن آياته أنه كان أول مقام فتح الله جل جلاله فيه باب المباهلة الفاصلة في هذه الملة الفاضلة عند جحود حججه و بيناته و من آياته أنه أول يوم ظهرت لله جل جلاله و لرسوله ص العزة بإلزام أهل الكتاب من النصارى الذلة و الجزية و دخولهم عند حكم نبوته و مراداته و من آياته أنه كان أول يوم أحاطت فيه سرادقات القوة الإلهية و القدرة النبوية بمن كان يحتج عليه بالمعقول و المنقول و المنكرين لمعجزاته و من آياته أنه أول يوم أشرقت شموسه بنور التصديق لمحمد ص من جانب الله جل جلاله بالتفريق بين أعدائه و أهل ثقاته و من آياته أنه يوم أظهر فيه رسول الله ص تخصيص أهل بيته بعلو مقاماتهم و من آياته أنه يوم كشف الله جل جلاله لعباده أن الحسن و الحسين عليهما أفضل السلام مع ما كانا عليه من صغر السن أحق بالمباهلة من صحابة رسول الله ص و المجاهدين في رسالاته و من آياته أنه يوم أظهر الله جل جلاله فيه أن ابنته المعظمة فاطمة ص أرجح في مقام المباهلة من أتباعه و ذوي الصلاح من رجاله و أهل عناياته و من آياته أنه يوم أظهر الله جل جلاله فيه أن مولانا علي بن أبي طالب ع نفس رسول الله ص و أنه من معدن ذاته و صفاته و أن مراده من مراداته و إن افترقت الصورة فالمعنى واحد في الفضل من سائر جهاته و من آياته أنه يوم وسم كل من تأخر عن مقام المباهلة بوسم يقتضي أنه دون من قدم عليه في الاحتجاج لله عز و جل و نشر علاماته و من آياته أنه يوم لم يجر مثله قبل الإسلام فيما عرفنا من صحيح النقل و رواياته و من آياته أنه يوم أخرس ألسنة الدعوى و عرس في مجلس منطق الفتوى بأن أهل المباهلة أكرم على الله جل جلاله من كل من لم يصلح لما صلحوا له من المتقربين بطاعاته و عباداته و من آياته أن يوم المباهلة يوم بيان برهان الصادقين الذين أمر الله جل جلاله باتباعهم في مقدس قرآنه و آياته و من آياته أن يوم المباهلة يوم شهد الله جل جلاله لكل واحد من أهل المباهلة بعصمته مدة حياته و من آياته أن يوم المباهلة أقرب [أبلغ] في تصديق صاحب النبوة و الرسالة من التحدي بالقرآن و أظهر في الدلالة الذين تحداهم ص بالقرآن قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا و إن كان قولهم في مقام البهتان و يوم المباهلة فما أقدموا على دعوى الجحود للعجز عن مباهلته لظهور حجته و علاماته و من آياته أنه يوم أطفأ الله به نار الحرب و صان وجوه المسلمين من الجهاد و من الكرب و خلصهم من هيجان المخاطرة بالنفوس و الرءوس و عتقها من رق الغزو و البؤس لشرف أهل المباهلة الموصوفين فيها بصفاته و من آياته أن البيان و اللسان و الجنان اعترفوا بالعجز عن شرح كمال كراماته.
اعلم أن يوم مباهلة النبي ص لنصارى نجران كان يوما عظيم الشأن اشتمل على عدة آيات و كرامات فمن آياته أنه كان أول مقام فتح الله جل جلاله فيه باب المباهلة الفاصلة في هذه الملة الفاضلة عند جحود حججه و بيناته و من آياته أنه أول يوم ظهرت لله جل جلاله و لرسوله ص العزة بإلزام أهل الكتاب من النصارى الذلة و الجزية و دخولهم عند حكم نبوته و مراداته و من آياته أنه كان أول يوم أحاطت فيه سرادقات القوة الإلهية و القدرة النبوية بمن كان يحتج عليه بالمعقول و المنقول و المنكرين لمعجزاته و من آياته أنه أول يوم أشرقت شموسه بنور التصديق لمحمد ص من جانب الله جل جلاله بالتفريق بين أعدائه و أهل ثقاته و من آياته أنه يوم أظهر فيه رسول الله ص تخصيص أهل بيته بعلو مقاماتهم و من آياته أنه يوم كشف الله جل جلاله لعباده أن الحسن و الحسين عليهما أفضل السلام مع ما كانا عليه من صغر السن أحق بالمباهلة من صحابة رسول الله ص و المجاهدين في رسالاته و من آياته أنه يوم أظهر الله جل جلاله فيه أن ابنته المعظمة فاطمة ص أرجح في مقام المباهلة من أتباعه و ذوي الصلاح من رجاله و أهل عناياته و من آياته أنه يوم أظهر الله جل جلاله فيه أن مولانا علي بن أبي طالب ع نفس رسول الله ص و أنه من معدن ذاته و صفاته و أن مراده من مراداته و إن افترقت الصورة فالمعنى واحد في الفضل من سائر جهاته و من آياته أنه يوم وسم كل من تأخر عن مقام المباهلة بوسم يقتضي أنه دون من قدم عليه في الاحتجاج لله عز و جل و نشر علاماته و من آياته أنه يوم لم يجر مثله قبل الإسلام فيما عرفنا من صحيح النقل و رواياته و من آياته أنه يوم أخرس ألسنة الدعوى و عرس في مجلس منطق الفتوى بأن أهل المباهلة أكرم على الله جل جلاله من كل من لم يصلح لما صلحوا له من المتقربين بطاعاته و عباداته و من آياته أن يوم المباهلة يوم بيان برهان الصادقين الذين أمر الله جل جلاله باتباعهم في مقدس قرآنه و آياته و من آياته أن يوم المباهلة يوم شهد الله جل جلاله لكل واحد من أهل المباهلة بعصمته مدة حياته و من آياته أن يوم المباهلة أقرب [أبلغ] في تصديق صاحب النبوة و الرسالة من التحدي بالقرآن و أظهر في الدلالة الذين تحداهم ص بالقرآن قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا و إن كان قولهم في مقام البهتان و يوم المباهلة فما أقدموا على دعوى الجحود للعجز عن مباهلته لظهور حجته و علاماته و من آياته أنه يوم أطفأ الله به نار الحرب و صان وجوه المسلمين من الجهاد و من الكرب و خلصهم من هيجان المخاطرة بالنفوس و الرءوس و عتقها من رق الغزو و البؤس لشرف أهل المباهلة الموصوفين فيها بصفاته و من آياته أن البيان و اللسان و الجنان اعترفوا بالعجز عن شرح كمال كراماته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق