السبت، 27 أكتوبر 2012

هل تريد أن ترى مقعدك في الجنة؟



من كتاب دليل القاصدين تسبيح جبرئيل عليه السلام من قاله كل يوم مرة في سنة كاملة لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة :

سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْقَائِمِ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ سُبْحَانَ الْفَرْدِ الصَّمَدِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لٰا يَمُوتُ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى.

وقد ورد ذكر هذا الدعاء في مصباح الكفعمي - الفصل الخامس عشر : فيما يقال كل يوم.

إضاءة :

إن ذكر الله سبحانه وتعال بتوجه و إقبال قلبي يوفق الإنسان للحصول على المزيد من الدرجات والمراتب في التكامل النفسي, ويفتح أمامه نوافذ مشرعة من الخيرات العظيمة.

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

تحميل برنامج (المصحف المرتّل بصوت القارئ الحاج ميثم التمار)



تحميل برنامج (المصحف المرتّل بصوت القارئ الحاج ميثم التمار) 
بإمكانكم تحميل (المصحف المرتّل بصوت القارئ الحاج ميثم التمار)، وهو برنامج تتوفّر فيه إمكانية اختيار السورة والآية والصفحة مع قابلية تكرار الآيات لتسهيل الحفظ، ويعمل على أجهزة الـ (MP3 ) أيضاً وبجودة ممتازة.

ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التلاوة قد حازت على إجازة في القراءة المجوّدة من قبل لجنة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في جمهورية مصر العربية برئاسة الدكتور أحمد المعصراوي؛ شيخ عموم المقارئ المصرية.

علماً أنّ هذا الاصدار قد تمّ من قبل دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم وبرعاية مجموعة شركات العليو.
حجم البرنامج: 1.650 غيغابايت بشكل مضغوط (ويفضّل تحميله عبر البرامج التي تتيح استكمال التحميل بعد انقطاع الانترنت).

 للتحميل

رابط التحميل المباشر :


صور من البرنامج:






دعاء الحجب.


دعاء الحجب أو الاحتجاب
من الأدعية العظيمة التي واظب عليها العلماء العظام وقد كان العارف الكبير السيد هاشم الحداد - قدس سره - قوي التعلق بهذا الدعاء و كان مواظبا على قراءته كل يوم.
الدعاء من الأدعية الذي يؤتى به في أمور كثيرة لتسهيلها وهم من أدعية تسهيل عملية الولادة أيضا.

الدعاء مروي عن الإمام علي عليه السلام وقد ذكره السيد ابن طاووس في المهج والعلامة الكفعمي في البلد الأمين والمصباح و آية الله السيد الكاشاني في مصابيح الجنان.

والدعاء رواه الإمام علي عليه السلام عن الرسول الإعظم صلى الله عليه و آله وقد ذكر السيد ابن طاووس في المهج فضل هذا الدعاء و عظمته.

عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه و آله قال : من دعا بهذه الأسماء استجاب الله عز و جل له و قال صلى الله عليه و آله لو دعا بهذه الأسماء على صفائح من حديد لذاب الحديد بإذن الله تعالى و قال صلى الله عليه و آله و الذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا بلغ به الجوع و العطش شدة ثم دعا بهذه الأسماء لسكن عنه الجوع و العطش و الذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا دعا بهذه الأسماء على جبل بينه و بين الموضع الذي يريده لنفذ الجبل كما يريده حتى يسلكه و الذي بعثني بالحق نبيا لو دعا بهذا الدعاء عند مجنون لأفاق من جنونه و إن دعي بهذا الدعاء عند امرأة قد عسر عليها الولادة لسهل الله ذلك عليها و قال صلى الله عليه و آله لو دعا بهذا الدعاء رجل و هو في مدينة و المدينة تحترق و منزله في وسطها لنجا منزله و لم يحترق و لو أن رجلا دعا بهذا الدعا أربعين ليلة من ليالي الجمع لغفر الله عز و جل له كل ذنب بينه و بين الله تعالى و الذي بعثني بالحق نبيا ما دعا بهذا الدعا مغموم إلا صرف الله الكريم عنه غمه في الدنيا و الآخرة برحمته و الذي بعثني بالحق نبيا ما دعا بهذا الدعاء أحد عند سلطان جائر قبل أن يدخل عليه و ينظره إلا جعل الله له ذلك السلطان طوعا له و كفى شره إن شاء الله تعالى.

نص الدعاء :

اللَهُمَّ إني أسألك يَا مَنِ احْتَجَبَ بِشُعَاعِ نُورِهِ عَنْ نَوَاظِرِ خَلْقِهِ، يَا مَنْ تَسَربَلَ بِالجَلاَلِ وَالعَظَمَةِ وَاشْتَهَرَ بِالتَّجَبُّرِ فِي‌ قُدْسِهِ، يَا مَنْ تَعَالَي‌ بِالجَلاَلِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ فِي‌ تَفَرُّدِ مَجْدِهِ، يَا مَنِ انْقَادَتْ لَهُ الاُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا طَوْعاً لاِمْرِهِ، يَا مَنْ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ والاَرَضُونَ مُجِيبَاتٍ لِدَعْوَتِهِ، يَا مَنْ زَيَّنَ السَّمَاءَ بِالنُّجُومِ الطَّالِعَةِ وَجَعَلَهَا هَادِيَةً لِخَلْقِهِ، يَا مَنْ أَنَارَ القَمَرَ المُنِيرَ فِي‌ سَوَادِ اللَيْلِ المُظْلِمِ بِلُطْفِهِ، يَا مَنْ أَنَارَ الشَّمْسَ المُنِيرَةَ وَجَعَلَهَا مَعَاشاً لِخَلْقِهِ وَجَعَلَهَا مُفَرِّقَةً بَيْنَ اللَيْلِ والنَّهَارِ، يَا مَنِ اسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ بِنَشْرِ سَحَائِبِ نِعَمِهِ!

أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَي‌ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَبِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَاسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي‌ عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْزَلْتَهُ فِي‌ كِتَابِكَ أَوْ أَبْثَثْتَهُ فِي‌ قُلُوبِ الصَّافِّينَ الْحَافِّينَ حَوْلَ عَرْشِكَ، فَتَرَاجَعَتِ القُلُوبُ إلی الصُّدُورِ عَنِ البَيَانِ بِإخْلاَصِ الوَحْدَانِيَّةِ، وَتَحْقِيقِ الفَرْدَانِيَّةِ، مُقِرَّةً لَكَ بِالعُبُودِيَّةِ، وَإنَّكَ أَنْتَ اللَهُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي‌ تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْكَلِيمِ عَلَى الجَبَلِ العَظِيمِ، فَلَمَّا بَدَا شُعَاعُ نُورِ الحُجُبِ مِنْ بَهَاءِ العَظَمَةِ خَرَّتِ الجِبَالِ مُتَدَكْدِكَةً لِعَظَمَتِكَ وَجَلاَلِكَ وَهَيْبَتِكَ وَخَوْفاً مِن‌ سَطْوَتِكَ رَاهِبَةً مِنْكَ. فَلاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، فَلاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، فَلاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي‌ فَتَقْتَ بِهِ رَتْقَ عَظِيمِ جُفُونِ عُيُونِ النَّاظِرِينَ، الَّذِي‌ بِهِ تَدْبِيـرُ حِكْمَتِـكَ، وَشَـوَاهِدُ حُجَجِ أَنْبِيَـائِكَ، يَعْرِفُـونَكَ بِفِطَـنِ القُلُوبِ، وَأَنْتَ فِي‌ غَوَامِضِ مَسَرَّاتِ سَرِيرَاتِ الغُيُوبِ.

أَسْأَلُكَ بِعِزَّةِ ذَلِكَ الاِسْمِ أَنْ تُصَلِّي‌َ عَلَى‌ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَصْرِفَ عَنِّي‌ - و أهل حزانتي و جميع المؤمنين و المؤمنات - جَمِيعَ الآفَاتِ وَالعَاهَاتِ وَالاَعْرَاضِ وَالاَمْرَاضِ والخَطَايَا وَالذُّنُوبِ وَالشَّكِّ وَالشِّرْكِ وَالكُفْرِ وَالشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَالضلالة وَالجَهْلِ وَالمَقْتِ وَالغضب وَالعُسْرِ وَالضِّيقِ وَفَسَادِ الضمير وَحُلُولِ النِّقْمَةِ وَشَمَاتَةِ الاَعْدَاءِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ؛ إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ.

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

في هذه الليلة الأربعاء عليك القيام بهذا العمل كي تنال مغفرة الله سبحانه وتعالى.

واقعا, إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الخلق ليربحوا عليه, لا أن يربح عليهم, وقد فتح لهم أبواب الرجوع إليه في كل الأوقات و بمختلف الوسائل.

من بين هذه البوابات الواسعة التي يمكن لأي إنسان جاد في الإقبال على الله سبحانه وتعالى أن يدخل منها هي هذه الصلاة, التي يؤتى بها في أي ليلة أربعاء طول السنة.

يمكن للإنسان أن يأتي بها أكثر من مرة في الشهر, كي ينال الخير العظيم.

هذه الصلاة مروية عن السيدة الزهراء عليها السلام, حيث علمها النبي صلى الله عليه و آله ابنته السيدة الزهراء عليها السلام.

هذه الصلاة ذكرها شمس العلماء السالكين السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع, وآية الله العظمى الشيخ عبد الله المامقاني في مرآة الكمال, و العلامة المحدث النوري في المستدرك.

هذه الصلاة تعمق الارتباط بالنبوة, ففي نهايتها دعاء للنبي محمد صلى الله عليه و آله.

كيفية هذه الصلاة :

يؤتى بها بنية رجاء المطلوبية.

عن الصديقة الكبرى مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قالت : علمني رسول الله صلى الله عليه و آله صلاة ليلة الأربعاء فقال : من صلى ست ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد و قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ إلى قوله بِغَيْرِ حِسابٍ فإذا فرغ من صلاته قال : " جزى الله محمدا ما هو أهله " , غفر الله له كل ذنب إلى سبعين سنة و أعطاه من الثواب ما لا يحصى.


إضاءة :

يسلم المصلي بعد كل ركعتين.

الآيات المذكورة هي الآية السادسة والعشرون والسابعة والعشرون من سورة آل عمران :

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)

خذ نصيبك من هذه الجوائز.

إن الله سبحانه وتعالى قد أوجد محطات للتزود الروحي في أوقات خاصة, بإمكان أي إنسان راغب في التزود أن يأخذ منها قدر ما يريد, وغن الله سبحانه وتعالى لم يحدد حجم العطاء الذي يعطيه للإنسان في تلك المحطات, فحجم العطاء الإلهي لا حد له, والإنسان نفسه هو من يحدد حجم العطاء الذي يود أخذه, فكلما كانت نفسه أكثر إقبالا نحو الله سبحانه وتعالى, كان نصيب الإنسان من الجوائز الإلهية أوفر و أعلى.

بعض هذه المحطات يتكرر مرة في السنة كليالي القدر و ليلة عرفة ويومها.

وبعضها يتكرر كل يوم كأوقات الصلاة و أوقات السحر.

وبعضها يتكرر مرة كل أسبوع, وهو ليلة الجمعة ويومها.

فليلة الجحمعة و يومها من محطات التزود الروحي العظيمة, وقد جعل الله سبحانه وتعالى طرق الوصول إلى تلك المحطات سهلة وميسرة للراغبين والجادين, فالعطايا المتاحة للخلق في هذا الوقت العظيم لا يحيط بعظمتها وصف واصف.

ذكر شيخ الطائفة الطوسي - قدس سره - في مصباح المتهجد :

عن الرضا عليه السلام - عن آبائه الطاهرين عليهم السلام - قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : إن يوم الجمعة سيد الأيام تضاعف فيه الحسنات و تمحى فيه السيئات و ترفع فيه الدرجات و تستجاب فيه الدعوات و تكشف فيه الكربات و تقضى فيه الحوائج العظام و ه و يوم المزيد لله فيه عتقاء و طلقاء من النار و ما دعا فيه أحد من الناس و عرف حقه و حرمته إلا كان حقا على الله أن يجعله من عتقائه و طلقائه من النار و إن مات في يومه أو ليلته مات شهيدا و بعث آمنا و ما استخف أحد بحرمته و ضيع حقه إلا كان حقا على الله أن يصليه نار جهنم إلا أن يتوب.

و روى أبو بصير عن أحدهما عيهما السلام أنه قال إن العبد المؤمن ليسأل الله الحاجة فيؤخر الله تعالى حاجته التي سأل إلى ليلة الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة.

وقد عقب شيخ الطائفة قدس سره على ذلك بقوله :

" فينبغي للمؤمن أن يتوفر فيها على أعمال الخير و إن قدر على إحيائها فعل و إلا بحسب ما استطاع و يتجنب فيه السيئات و المكروهات و يكره فيها إنشاد الشعر".

إضاءة :

هناك أعمال خاصة بليلة الجمعة و يمكن الرجوع إليها في كتب الأدعية نحو مفاتيح الجنان و غيرها.

ينبغي للإنسان أن يتهيأ للدخول إلى ليلة الجمعة بتصفية النفس مما علق بها من أدران الذنوب كي يدخل ليلة الجمعة و روحه صافية طاهرة, وقد أتاح الله لعباده المؤمنين وسائل لتصفية أرواحهم قبل دخول ليلة الجمعة و لزيادة درجة قربهم منه, كي يكون نصيبهم من عطايا الله سبحانه وتعالى أوفر في ليلة الجمعة ويومها.

من بين ذلك أشير إلى عملين يؤتى بهما في آخر نهار الخميس أي قبل الغروب بفترة يسيرة.

هذا العملان لا يستغرق أداؤهما إلا دقائق يسيرة, ولكن ثمارهما عظيمة.

العمل الأول :

في مصباح الشيخ الطوسي ومفاتيح الجنان للشيخ القمي, والبلد الأمين للعلامة الكفعمي, والبحار للعلامة المجلسي :

ويستحبّ أن تستغفر آخر نهار يوم الخميس فتقول : اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذي لا اِلهَ إلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ تَوْبَةَ عَبْد خاضِع مِسْكين مُسْتَكين لا يَسْتَطيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَلا عَدْلاً وَلا نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلا نُشُوراً وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الاْخْيارِ الاَبْرارِ وَسَلَّمَ تَسْليماً .

إن قيامك بهذا العمل يعمل على تصفية روحك من الذنوب, لأنك إذا طلبت من الله المغفرة بصدق و توجه, فإنه سبحانه وتعالى سيمن عليك بالمغفرة فهو سبحانه وتعالى واسع العطاء رحيم بعباده.


العمل الثاني : تلاوة هذا الدعاء

هذا الدعاء ذكره الشيخ الطوسي في المصباح, والسيد ابن طاووس في جمال الأسبوع, والعلامة الكفعمي في البلد الأمين والعلامة المجلسي في بحار الأنوار.

قال الشيخ الطوسي : و يستحب أن يدعو آخر نهار يوم الخميس هذا الدعاء :

اللهم يا خالقَ نورِ النبيين و مُوزع قبورِ العالمين و ديانِ حقائقِ يومِ الدين, و المالكِ لحكمِ الأولين و الآخرين و المسبحينَ و العالمِ بكل تكوينٍ, أشهد بعزتِك في الأرضِ و السماءِ و حجابِك المنيعِ على أهلِ الطُغيان, يا خالقَ روحي و مقدرَ قُوتي و العالمَ بسري و جهري, لك سُجودي و عُبودي و لعدوِّك عُنودي, يا معبودي أشهد أنك أنت اللهُ الذي لا إلهَ إلا أنت وحدَك لا شريك لك عليك توكلتُ و إليك أنيبُ و أنت حسبي و نِعْمَ الوكيل.


في هذا الدعاء تتجلى معاني الخضوع لله سبحانه وتعالى و اللجوء إلى ساحة رحمته الواسعة, فهذا الذكر يتضمن ثناءا على الله سبحانه وتعالى, واعترافا بنعمه وعطاياه, واستغاثة به ولجوءا إلى حصنه الحصين.

قدموها هدية إلى والديكم.

في الكافي 2 : 349 :

قال الامام الصادق (عليه السلام) : « ما يمنع الرجل منكم أن يبرَّ والديه حيّين وميّتين ، يصلي عنهما ، ويتصدّق عنهما ، ويحجّ عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده الله عزَّ وجلَّ ببره وصلته خيرًا كثيرًا ».

من الصلوات التي ينبغي أن يأتي بها الأبناء لأبائهم و أمهاتهم, هذه الصلاة تقدم هدية للوالدين سواء أكانوا أحياء أم أمواتا.

تعتبر هذه الصلاة من وسائل صلة الرحم بين الأبناء و والديهم, لذا ينبغي للمؤمنين والمؤمنات الحرص عليها, فهي من أعظم الهدايا التي يقدمها الأبناء لوالديهم, ولا سيما الأموات منهم.

وقت هذه الصلاة : ليلة الخميس في الفترة الزمنية الفاصلة بين صلاتي المغرب و العشاء.


ذكر هذه الصلاة أعلام الطائفة كالسيد ابن طاووس في جمال الأسبوع وشيخ الطائفة الطوسي في مصباح المتهجد, وآية الله المامقاني في مرآة الكمال.

يؤتى بها بنية رجاء المطلوبية.

كيفية هذه الصلاة :


روى ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه و آله - أنه قال من صلى ليلة الخميس بين المغرب و العشاء الآخرة ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و آية الكرسي خمس مرات و قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد و المعوذتين كل واحد منها خمس مرات فإذا فرغ من صلاته استغفر الله تعالى خمس عشرة مرة و جعل ثوابه لوالديه فقد أدى حق والديه.

احرصوا على أداء هذا العمل كل ليلة جمعة قبل صلاة الصبح.

في ليالي الجمع ينبغي للإنسان أن يعمق الإنسان من درجة توجهه نحو الله سبحانه وتعالى, و و أن يعيش لذة العطش الروحي الذي لا يطفؤه إلا المثول أمام الله سبحانه وتعالى لطلب نيل فضله و طلب المزيد من كرمه و عطاياه في هذه الليلة العظمية.

إن الذنوب هي الحجب التي تمنع وصول فيوضات الله ورحمته إليك, وتسد أمام منافذ الرحمة الإلهية, فإن الرحمة الإلهية مع سعتها لا تنال إنسانا متماديا في الذنوب مستخفا بأوامر الله سبحانه وتعالى.

إن رحمة الله متاحة أمام الجميع, غير محصورة على أحد, لكن حصولها و نيلها متوقف على تصفية مرآة القلب من الخبائث و الذنوب, فالذنوب تحجب الأنوار و الإشراقات الإلهية عن قلب الإنسان, فكدورة القلب, واشتغاله بما يضاد تعاليم السماء و توجيهات القرآن الكريم تشكل حاجزا قويا أمام وصول ألطاف الله و فيوضاته إلى روح الإنسان.

إن النفحات الإلهية يتحصل عليها الإنسان قدر استعداده, وهذا الاستعداد له علاقة بسعي الإنسان لمراقبة نفسه, والإكثار من الاستغفار العملي.

إن القلب إذا صفا من هذه الشوائب زاد اتصاله بعالم الغيب, وظهر له من إفاضات الله سبحانه وتعالى ما لا يمكن وصفها.

إن كل إقبال على الله سبحانه وتعالى, وكل إعراض عن سيئة يخلق نورا في القلب, وهذا النور يجعل القلب مستعدا إفاضة علم يقيني, و حصول على مزيد من العطايا الإلهية.

قال الله تعالى :

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } العنكبوت : 69

و إن التوبة الصادقة هي أول وسيلة للوصول إلى عطايا الله سبحانه وتعالى بيسر و سهولة.

الاستغفار الحقيقي هو إعلان الإنسان عن التوبة أمام الله سبحانه و تعالى و انسلاخه من الذنوب.

ذكر آية الله العالم الرباني السيد العظيم العباس الكاشاني في مصابيح الجنان, و آية الله الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان أن من قرأ هذا الاستغفار ثلاث مرات قبل صلاة الصبح يوم الجمعة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر أو أكثر.

الاستغفار هو :

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوبُ إليه.

إضاءة :

هذا العمل المختصر إذا دعوت به في هذه الليلة العظيمة بتوجه و إقبال قبل أداءك لصلاة الصبح فإن الله إذا وجد منك صدقا في طلب الاستغفار و توجها حقيقيا من عليك بالمغفرة, فاغتنم هذه الفرصة في ليلة الجمعة العظيمة.

كيفية صلاة الاستخارة.

توجد عدة صلوات للاستخارة ومن بينها الاستخارة بالرقاع الست.

هذه الاستخارة رجحها السيد ابن طاووس على سائر الاستخارات, ووصفها العلامة الكفعمي في المصباح بأنها أعظم الاستخارات.

وقد أشار إلى هذه الاستخارة عدد من علماء الطائفة العظام في مصنفاتهم :

شيخ الطائفة الطوسي في كتابيه التهذيب و المصباح.
الشيخ المفيد في المقنعة.
آية الله الشيخ عباس القمي في الباقيات الصالحات.
ثقة الإسلام الشيخ الكليني في الكافي 
الشهيد في الذكرى 
الحر العاملي في وسائل الشيعة
العلامة المجلسي في بحار الأنوار
آية الله العظمى الشيخ عبد الله المامقاني في مرآة الكمال.
آية الله السيد عباس الكاشاني في مصابيح الجنان.

كيفية الاستخارة :

عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إذا أردت أمرا فاكتب في ثلاث رقاع : بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة افعل و في ثلاث " بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل " ثم ضع الست تحت مصلاك ثم صل ركعتين فإذا فرغت فاسجد و قل مائة مرة : " أستخير الله برحمته خيرة في عافية", ثم اجلس و قل : " اللهم خر لي و اختر لي في جميع أموري في يسر منك و عافية ", ثم اضرب بيدك إلى الرقاع فشوشها و أخرج واحدة واحدة فإن خرج ثلاث متواليات افعل فافعل و إن خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعل و إن خرج واحدة افعل و الأخرى لا تفعل فأخرج من الرقاع إلى خمس فانظر أكثرها فاعمل به و دع السادسة.

إيضاح :

المقصود بالرقاع هي قطع القماش و يمكن الاستعاضة عنها بالورق.

المقصود بـ ( شوشها ) أي اخلطها مع بعضها بعضا.

عمل ينبغي للمؤمنين الاهتمام به كل الاهتمام.

إن المعصومين عليهم السلام قد اهتموا كل الاهتمام بتوجيه الإنسان نحو مدارج الكمال ومن بين ذلك الحث على الإتيان بكفارة المجلس, والمقصود منها بعد أن ينصرف الإنسان من جلسة مع أصدقائه أو أقربائه أو زملائه الخ.. فلهذه الكفارة أثار عظيمة و فوائد تعود على الإنسان بالسعادة.

والدعوة هنا لا تنحصر في المجالس الاعتيادية بل حتى مجالس الذكر, بمعنى أن تأتي بهذا الذكر حتى بعد انصرافك من الاستماع إلى محاضرة في مسجد أو حسينية أو مكان آخر فيه ذكر لله.


ورد في كفارةالمجلس ثلاث صيغ :


الصيغة الأولى :

مروية عن الإمام علي عليه السلام و ذكرها العلامة المجلسي في بحار الأنوار / جزء 79 / صفحة [329] :

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من أحب أن يكتال بالمكيال الاوفى، فليكن آخر كلامه من مجلسه " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين "

قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار / جزء 2 / صفحة [ 63 ]

" وفي بعض الروايات أن الثلاث آيات كفارة المجلس".

و قد ذكر الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه :

4335 - وقال الصادق عليه السلام: (كفارات المجالس أن تقول عند قيامك منها: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين).

الصيغة الأخرى : ذكرها العلامة النوري في المستدرك

عن علي عليه السلام ، قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من ختم مجلسه بهؤلاء الكلمات ، ان كان مسيئا كن كفارات الاساءة ، وان كان محسنا ازداد حسنا ، وهي : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ان لاإله الاأنت ، أستغفرك وأتوب اليك 

وتوجد صيغة ثالثة مروية عن النبي محمد صلى الله عليه و آله تجمع بين الصيغتين معا ذكرها العلامة المجلسي في بحار الأنوار / جزء 2 / صفحة [ 63 ]

ويقول إذا قام من مجلسه: سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وقال العلامة المجلسي : " رواه جماعة من فعل النبي صلى الله عليه وآله."

وهذه الصيغة الثالثة تتضمن الآيات الثلاث أيضا و الأفضل للإنسان أن يأتي بهذه الصيغة الثالثة لأنها تجمع ماورد ذكره عن المعصومين عليهم السلام في كفارات المجلس.

وقال العالم الرباني الشيخ حبيب الكاظمي في أحد محاضراته بأن الأفضل للإنسان أن يأتي بالصيغتين معا : أي الصيغة الأولى و الثانية.

هاتان الصيغتان تجمعهما الصيغة الثالثة كما تقدم.

قبس من سيرة آية الله العظمى المرعشي النجفي.

إن آية الله العظمى المرعشي النجفي قدس سره من علماء الطائفة الأبرار الذين كان سلوكهم ترجمة عملية للقرآن الكريم وسيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام.

أضع أمامكم هذه القصة وهي تشير إلى الأبعاد النفسية العالية التي كان يحملها هذا العالم العظيم.

ويروى إن دخل عليه رجل طاعن في السن من عوام الناس فقال بعد السلام والترحيب: سيدي أعرفك بنفسي أنا غلام الدّلاك وأوّد ان أذكر لك قصة من حياتك كنت دلاكاً في حمام عام وكنت أيام شبابك تأتي مع أولادك الصغار إلى ذلك الحمام فدخلتم يوماً ورأيت أطفالاً فسألتني عنهم، فأخبرتكم أنهم أيتام فقلت لأولادك لا تنادوني بكلمة بابا رعاية لمشاعر هؤلاء الأطفال اليتامى ثم أعطيتني نقوداً لاشتري لهم لوازم قرطاسية لمدرستهم فاشتريت ذلك.


تأملوا هذه الجوانب العالية التي كان يتمتع بها هذا النور الإيماني أعلىة الله مقامه و مدى تلمسه لمشاعر الآخرين, فما أعلى روحه.

كن على اتصال دائم بهذين الكنزين

ينبغي للإنسان ان يكون على شكر متصل لله سبحانه وتعالى, وشكر الله سبحانه وتعالى له أبعاد منها التأمل النفسي و استحضار عظمة النعم الإلهية في الشعور و منها أن يكون الإنسان ذاكرا لله سبحانه وتعالى ومراقبا له و هذا يستلزم منه عدم مقابلة الإحسان بالإساءة, فاقتراف المعاصي لا تتناسب مع شكر الله سبحانه وتعالى.

ومنها أن يخاطب الإنسان ربه و خالق المنعم بالأدعية الواردة عن أهل بيت العصمة, فهذه الأدعية مختصرة و جامعة وتحتوي على جمال الخطاب و أدب الخطاب مع الله سبحانه وتعالى و بها معانٍ و مضامين عالية.

وقد اخترت لكم صيغتين لمناجاة الله سبحانه وتعالى مناجاة الشكر لنعمه العظيمة, قد ذكرها من كبار العلماء الأبرار.

الصيغة الأولى :

ذكرها الشيخ الطائفة الطوسي في مصباح المتهجد و العلامة الكفعمي في البلد الأمين و المصباح و العلامة المجلسي في البحار, والسيد ابن طاووس في فلاح السائل :

" اللَّهُمَّ إِنّه لَمْ يَمُسِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِك أَعْلَمُ أنّه مُقَصّر فِي مَعْرِفَتِكَ وَطَاعَتِكَ مِثلَ تَقْصِيري، أَنْتَ إِلَيْهِ أَحْسَنُ صَنيعاً وَلَا لَهُ أَدْوَم كَرَامَةً وَلَا عَلَيْهِ أَبْيَنْ فَضْلاً وَلَا بِهِ أَشَدّ تَرَفُّقاً وَلَا عَلَيْهِ أَشْدّ حَيطَةً وَلَا عَلَيْهِ أَشَدّ تَعَطّفاً مِنْكَ عَلَيَّ، وَإِن كَانَ جَميعُ الْمَخْلُوقِينَ يَعَدِّدُونَ مِثْلُ تَعْدِيدي فَاشْهَدْ يَا كَافي الشَهَادَةِ أنّي اُشْهِدُكَ بِنيَّةِ صِدْقٍ بِاَنّ لَكَ الْفَضْلَ وَالْطّولَ فِي انْعَامِكَ عَلَيَّ وقِلَّة شُكْرِي لَكَ عَلَيْهَا يَا فَاعِلَ كُلّ مَا أَرَادَه طَوّقني أَمَانَاً مِن حُلُولِ سَخَطِكَ فِيهَا لِقِلّةِ الشْكرِ، وَأَوْجِبْ لِيَ زِيَادَةً مِن اِتْمَامِ النِّعْمَةِ بِسَعَةِ الرَحْمَةِ أُنْظرني خَيْرَكَ وَلَا تَقايْسِني بِسُوءِ سَرِيرَتِي وَامْتَحِنْ قَلْبِي لِرِضَاك، َوَاجْعَلْ مَا تَقَرّبْت بِهِ إِلَيْكَ فِي دِيْنِكَ خَالِصَاً وَلَا تَجْعَلْهُ لِلُزُوم شُبْهَةٍ وَلا فَخْرِ وَلا رياءٍ يَا كَريمُ. "

وقد ذكر العلمان الطوسي و الكفعمي أن هذا الدعاء من الأدعية التي يؤتى بها غدوة و عشية أي صباحا ومساءا, وإن كان الأفضل أن يأتي به الإنسان بعد كل صلاة, فقد ذكر السيد ابن طاووس في فلاح السائل : يَا مُحَمّد قل للذين يريدون التقرّب إليَّ اعلموا علماً يقيناً أنّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرّبون به إليَّ بعد الفرائض وذلك أن يقول: اللَّهُمَّ إِنّه لَمْ يَمُسِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِك أَعْلَمُ أنّه مُقَصّر فِي مَعْرِفَتِكَ وَطَاعَتِكَ مِثلَ تَقْصِيري، أَنْتَ إِلَيْهِ أَحْسَنُ صَنيعاً وَلَا لَهُ أَدْوَم كَرَامَةً وَلَا عَلَيْهِ أَبْيَنْ فَضْلاً وَلَا بِهِ أَشَدّ تَرَفُّقاً .... الخ

وقد ورد في فضل هذا الدعاء كما ذكر العلامة المجلسي في البحار و السيد ابن طاووس في فلاح السائل : .. فإنّه إذا قال ذلك احبّه أهل سماواتي وسمّوه الشكور."

الصيغة الثانية :

في علل الشرائع لشيخ المحدثين الشيخ الصدوق : عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: إنَّ نوحاً، إنَّما سمِّي عبداً شكوراً، لأنّه كان يقول إذا أصبح وأمسى: «اللّهمّ إنّي أشهد أنّه ماأمسي وأصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لاشريك لك، لك الحمد والشكر بها عليّ حتّى ترضى إلهنا».

وهذا الدعاء ذكره جملة من الأعلام :

العلامة المجلسي في بحار الأنوار / جزء 83 / صفحة [251]

الحر العاملي في الوسائل رقم الحديث [ 9183 ]

آية الله الشيخ عباس القمي في مستدرك سفينة البحار ج 6

آية الله السيد عباس الكاشاني في مصابيح الجنان

وقد ذكر هذا الدعاءالشيخ الصدوق بزيادة في كتابه من لا يحضره الفقيه : " كان نوح عليه السلام يقول إذا أصبح وأمسى: " اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح وأمسى بي من نعمة وعافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد، ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضا " يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا فسمي بذلك عبدا شكورا.

وقد ذكر هذه الرواية الأخيرة الفقيه العظيم العلامة البهائي في مفتاح الفلاح حيث قال : " و قل أيضا ما رواه رئيس المحدثين في الفقيه بسند صحيح عن الصادق عليه السلام قال : " كان نوح عليه السلام يقول إذا أصبح و أمسى اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح بي من نعمة و عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشكر بها على حتى ترضى و بعد الرضا يقولها إذا أصبح عشرا و إذا أمسى عشرا فسمي بذلك عبدا شكورا".


لذا ينبغي للإنسان أن يكون على اتصال دائم بهذين الذكرين العظيمين, وقراءتهما بوعي و انتباه و توجه قلبي و إن من داوم عليهما سيجد تغيرا في سلوكه و في نفسه نحو الأفضل, ويجد نفسه أكثر قربا من الله سبحانه وتعالى.

اشتر سلامة شهرك بهذه الصلاة.

الصلاة اوّل يوم من الشّهر :

ورد ذكر هذه الصلاة في كتب الأدعية المعتبرة كالمفاتيح وغيرها.

أن يصلّي في ركعتين يقرأ في الأولى بعد الحمد التّوحيد ثلاثين مرّة وفي الثّانية بعد الحمد القدر وثلاثين مرّة ثمّ يتصدّق بما تيسّر فاذا فعل ذلك فقد اشترى السّلامة في ذلك الشّهر, وتقول اذا فرغت من الرّكعتين :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَما مِنْ دابَّة فِى الاَْرْضِ الاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فى كِتاب مُبين .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَاِنْ يُمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ اِلاّ هُوَ وَاِنْ يُرِدْكَ بِخَيْر فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ يُصيبُ بِهِ مَنْ يَشآءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ .

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْر يُسْراً ما شآءَ اللهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ وَاُفَوِّضُ اَمْرى اِلَى اللهِ اِنَّ اللهَ بَصيرٌ بِالْعِبادِ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتَ مِنْ الظّالِمينَ رَبِّ اِنّى لِما اَنْزَلْتَ اِلَىَّ مِنْ خَيْر فَقيرٌ رَبِّ لا تَذَرْنى فَرْداً وَاَنْتَ خَيْرُ الْوارِثينَ .

هل تريد أن يغفر الله لك و يقيك الله ميتة السوء و يدفع عنك البلايا.

إن حسن الخاتمة من الأمور العظيمة التي ينبغي للإنسان العاقل أن يحرص كل الحرص على نيلها, وهناك أمور تساعد الإنسان في الحصول على حسن خاتمة لحياته كي يلقى الله سبحانه وتعالى وهو راضً عنه.

من بين تلك الأمور هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء بعد التسليم وبعد الفراغ من تسبيح السيدة الزهراء مباشرة.

هذا الدعاء ورد عن الإمام الصادق عليه السلام وهو من الأسلحة الإيمانية القوية التي تشكل حصنا قويا للروح ومناعة قوية للروح يجعل لديها مقاومة قوية ضد إغراءت الشيطان.

هذا الدعاء يعزز في النفس الإنسانية ميلها نحو الجوانب التي تقربها من الله سبحانه وتعالى, ويرفع من مرتبتها في عالم التكامل الروحي و القرب من الله سبحانه وتعالى, وهذا يؤهلها للحصول على مزيد من القرب الإلهي خلال التوفيق الإلهي للإنسان بأن يحبب الله سبحانه وتعالى للإنسان ارتياد الجوانب التي يحبها الله سبحانه وتعالى, ويبغض إليه ارتياد أبواب المعاصي.

المطلب الأساسي الذي ينبغي للإنسان أن يتصف به عند دعائه بهذا الدعاء هو أن يكون صادقا في دعائه متوجها إلى الله سبحانه وتعالى بقلبه و مشاعره, سائلا منه المدد والعون في الحصول على أسباب التوفيق الإلهي الذي يجعله قريبا من الله سبحانه وتعالى.

هذا الدعاء يعمق في روح الإنسان معاني التوحيد و كذلك يعمق في روحه عمق الارتباط بولاية أهل البيت عليهم السلام, وفي هذا الدعاء مضامين ومطالب عالية, تعمعل على زيادة إشراقة الروح و صفائها ونقائها و شفافيتها.

هذا الدعاء ذكرته كتب الأدعية المعتبرة فقد ذكره شمس السالكين إلى الله السيد ابن طاووس في فلاح السائل, وكذلك ذكره آية الله السيد عباس الكاشاني في مصابيح الجنان نقلا عن السيد ابن طاووس.


وهذا هو نص الدعاء :

" لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيُّهَا الَّذَينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. لَبَّيكَ رَبّنا وَسَعْدَيكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى‏ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمْدٍ وَعَلَى‏ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ التَّسْلِيم مِنَّا لَهُمْ وَالائتمامَ بِهِمْ وَالتَّصدِيقَ لَهُم، رَبَّنا آمَنَّا وَصَدَّقْنا واتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَآلَ الرَّسُولِ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشاهِدِينَ، اللَّهُمَّ صُبَ الرِّزْقَ عَلَيْنا صَبًّا صَبًّا، بَلاغًا لِلآخِرَةِ وَالدُّنْيا، مِن غَيْرِ كَدٍّ وَلا نَكَدٍ، وَلا مَنٍّ مِن أَحَدٍ مِن خَلْقِكَ إِلَّا سَعَةً مِن رِزْقِكَ وَطَيِّبًا مِن وُسْعِكَ، مِن يَدِكَ المَلأى عَفافًا لا مِن أَيدي لِئام خَلْقِكَ إِنَّكَ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ اجْعَلِ النُّورَ في بَصَري، وَالبَصِيرَةَ فِي دِيني، وَاليْقِينَ فِي قَلْبي، وَالإخْلاصَ في عَمَلِي، وَالسِّعَةَ في رِزْقِي، وَذِكْرَكَ بِالليْلِ وَالنَّهارِ عَلَى‏ لِساني، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، اللَّهُمَّ لا تَجِدْنِي حَيْثُ نَهَيْتَني، وَبارِكْ لِي فِيْما أَعْطَيْتَني، وَارحَمْني إِذا تَوَفّيتني إِنَّكَ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ. "




و إليكم نص الرواية كاملة من كتاب فلاح السائل وهو من أمهات كتب الأدعية المعتبرة :

" عن وهب بن عبدربّه قال: سمعت أبا عبداللَّه(ع) يقول: «مَن سبّح تسبيح الزهراء(س) بدأ فكبّر اللَّه أربعًا وثلاثين تكبيرة، وسبّحه ثلاثًا وثلاثين تسبيحة ووصل التسبيح بالتكبير، وحمد اللَّه ثلاثًا وثلاثين مرّة ووصل التحميد بالتسبيح، وقال بعدما يفرغ من التحميد: لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيُّهَا الَّذَينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. لَبَّيكَ رَبّنا وَسَعْدَيكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى‏ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمْدٍ وَعَلَى‏ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ التَّسْلِيم مِنَّا لَهُمْ وَالائتمامَ بِهِمْ وَالتَّصدِيقَ لَهُم، رَبَّنا آمَنَّا وَصَدَّقْنا واتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَآلَ الرَّسُولِ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشاهِدِينَ، اللَّهُمَّ صُبَ الرِّزْقَ عَلَيْنا صَبًّا صَبًّا، بَلاغًا لِلآخِرَةِ وَالدُّنْيا، مِن غَيْرِ كَدٍّ وَلا نَكَدٍ، وَلا مَنٍّ مِن أَحَدٍ مِن خَلْقِكَ إِلَّا سَعَةً مِن رِزْقِكَ وَطَيِّبًا مِن وُسْعِكَ، مِن يَدِكَ المَلأى عَفافًا لا مِن أَيدي لِئام خَلْقِكَ إِنَّكَ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ اجْعَلِ النُّورَ في بَصَري، وَالبَصِيرَةَ فِي دِيني، وَاليْقِينَ فِي قَلْبي، وَالإخْلاصَ في عَمَلِي، وَالسِّعَةَ في رِزْقِي، وَذِكْرَكَ بِالليْلِ وَالنَّهارِ عَلَى‏ لِساني، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، اللَّهُمَّ لا تَجِدْنِي حَيْثُ نَهَيْتَني، وَبارِكْ لِي فِيْما أَعْطَيْتَني، وَارحَمْني إِذا تَوَفّيتني إِنَّكَ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

غفر اللَّه له ذنوبه كلّها وعافاه من يومه وساعته وشهره وسنته إلى أن يحول الحول من الفقر والفاقة والجنون والجذام والبرص ومن ميتة السوء، ومن كلّ بليّة تنزل من السماء إلى الأرض، وكتب له بذلك شهادة الإخلاص بثوابها إلى يوم القيامة، وثوابها الجنّة البتَّةَ...."

من أراد أن لا يحجب دعاؤه فليقل ..

لقد فتح الله سبحانه وتعالى لعباده أبوابا إذا دخلوا من خلالها فإن ذلك يسهل استجابة دعائهم و طلباتهم ومن ذلك اللأوقات التي تلي الانتهاء من الصلاة التي ينبغي أن يفرغ الإنسان فيها للتعقيب و الإتيان بالدعاء و الذكر والاستغفار.

وقد ورد عن أالمعصومين عليهم السلام أدعية خاصة لتسهيل قضاء الحوائج ومن بينها هذا الدعاء العظيم الذي سأشير إليه.

هذا الدعاء دعاء مختصر و مركز ومكثف ولكن له أثار قوية وفاعلة في استجابة المطالب وهو من مفاتيح استجابة الدعاء الفاعلة, وقد ورد في فضله كما أشار السيد ابن طاووس - قدس سره - في فلاح السائل :" روي عن النبيّ(ص) «أنّه إذا قال ذلك قضيت حاجته من قبل أن يزول "


وقت الدعاء :

يؤتى به ضمن التعقيبات العامة للصلاة بعد الانتهاء من تسبيح الزهراء مباشرة أو بعد الإتيان بأدعية و أذكار التعقيب الأخرى.

هذا الدعاء غير محدد بصلاة خاصة فيؤتى به بعد كل صلاة واجبة.

هذا الدعاء من الأحاديث القدسية و قد ورد فيه : " يا محمد ومن أراد من أمتك ألا يحول بين دعائه وبيني
حائل، وأن اجيبه لاي أمر شاء، عظيما كان أو صغيرا في السر والعلانية، إلي أو إلى غيري، فليقل آخر دعائه: " يا الله المانع بقدرته خلقه ..... 

وقد قال الشيخ الطوسي في المصباح : " و من أراد أن لا يحجب دعاؤه فليقل يا الله المانع قدرته .... الخ

نص الدعاء 

يَا اللَّهُ المانعُ - بقدرته ِ - قُدْرَتَهَ خَلْقَهُ وَالمَالِكُ بِهَا سُلْطَانَه، وَالمُتسلِّطُ بِهَا فِي يَدَيْهِ، كُلَّ مَرْجُوٍّ دونَكَ يَخِيِّبُ رَجاءَ رَاجِيهِ وَرَاجيك مسرورٌ لا يَخِيبُ، أسْأَلُكَ بِكُلِّ رَضىً لَكَ مِنْ كُلِّ شَي ءٍ أَنْتَ فِيهِ وَبكُلِّ شَي ء تُحِبُّ أَنْ تُذْكَرَ بِهِ، وَبِكَ يَا اللَّهُ فَليس يَعْدِلُكَ شَي ءٌ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَن تَحُوطَنِي وَإِخْوَانِي وَوُلْدِي وَتَحْفَظَنِي بِحِفْظِكَ، وَأَن تَقْضيَ حَاجَتي فِي كَذَا وَكَذا، وَتَذْكُرُ مَا تُريدُ. 

من العلماء الذين ذكروا هذا الدعاء في كتبهم المعتبرة :

السيد ابن طاووس في فلاح السائل.

شيخ الطائفة الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد.

العلامة الكفعمي في كتابيه العظيمين المصباح والبلد الأمين.

العلامة المجلسي في بحار الأنوار جزء 92 / صفحة [315]

آية الله السيد عباس الكاشاني في مصابيح الجنان.

دعاء الإمام الرضا عليه السلام للإمام المهدي عليه السلام.

دعاء الإمام الرضا عليه السلام للإمام المهدي عليه السلام من الأدعية العظيمة, وقد ورد ذكره في جملة من كتب الأدعية المعتبرة ومن بينها :

مفاتيح الجنان لآية الله الشيخ عباس القمي.

مصابيح الجنان لآية الله السيد عباس الكاشاني.

شيخ الطائفة الطوسي في مصباح المتهجد

وقد ذكر آية الله السيد الكاشاني في المصابيح عدم اختصاص قراءة هذا الدعاء بوقت معين, فيمكن أن يقرأ في كل الأوقات.

دعاؤه لولده المهدي عليه السلام

روى يونس بن عبدالرحمان عن مولانا ابي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، انّه كان يأمر بالدعاء للحجّة صاحب الزّمان عليه السلام، فكان من دعائه له عليهما السلام:

اَللّهمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ اِدْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ، وَخَليِفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، و لِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنْكَ بِاِذْنِكَ، النّاطِق بِحِكْمَتِكَ، و عَيْنِكَ النّاظِرَةِ في بَرِيَّتِكَ، وشاهِداً، عَلى عِبادِكَ، الجَحْجاحِ المُجاهِدِ المُجْتَهِدِ، عَبْدِكَ العائِذِ بِكَ.
اَللّهُمَّ وَ اَعِذْهُ مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ وَ ذَرَأتَ وَ بَرَأْتَ وَ أنْشأتَ وَ صَوَّرْتَ، وَ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ، وَ عَنْ يَمينِهِ وَ عَنْ شِمالِهِ، وَ مِنْ فَوقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، بِحِفْظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ.
وَ احْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَ وَصىَّ رَسُولِكَ وَ آباءهُ، اَئِمَّتَكَ وَ دَعائِمَ دينِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ، وَ في جَوارِكَ الَّذي لا يُخْفَرُ، وَ في مَنْعِكَ وَ عِزِّكَ الَّذي لا يُقْهَرُ.
اَللّهُمَّ وَ آمِنْهُ بِأمانِكَ الوَثيق الَّذي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُضامُ مَنْ كانَ فيهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ العَزيزِ، وَ اَيِّده بِجُنْدِكَ الغالِبِ، وَ قَوِّه بِقُوَّتِكَ، وَارْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ.
اَللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَ اَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الحَصينَةَ، وَ حُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ حَفّاً، اَللّهُمَّ وَ بَلِّغْهُ اَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ القائِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ اَتْباعِ النَّبِيّينَ.
اَللّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَ ارْتُقْ بِهِ الفَتْقَ، وَ اَمِتْ بِهِ الجَوْرَ، وَ اَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ، وَ زَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الأرْضَ، وَ اَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَ انْصُرْهُ بِالرُعْبِ، وَ افْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَ عُدوِّهِ سُلْطاناً نَصيراً.
اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ القائِمَ المُنْتَظَرَ، وَ الإمامَ الَّذي بِهِ تَنْتَصرُ، وَاَيِّدْهُ بِنَصْرٍ عَزيزٍ وَ فَتْحٍ قَريبٍ، وَ وَرِّثْهُ مَشارِقَ الأرْضِ وَ مَغارِبَها، اللاّتي بارَكْتَ فيها، وَ اَحْىِ بِهِ سُنَّةَ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، حتّى لا يَسْتَخْفِىَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ اَحَدٍ مِنَ الخَلْق ، وَ قَوِّ ناصِرَهُ، وَاخْذُلْ خاذِلَهُ، وَ دَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَ دَمِّرْ عَلى مَنْ غَشَّهُ.
اَللّهُمَّ وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرةَ الكُفْرِ، وَ عُمَدَهُ وَ دَعائِمَهُ، وَ القُوّامَ بِهِ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤوُسَ الضَّلالَةِ، وَشارِعَةَ البِدْعَةِ، وَ مُميتَةَ السُّنَّةِ، وَ مُقَوِّيَةَ الباطِلِ، وَ اَذْلِلْ بِهِ الجَبّارِينَ، وَ اَبِرْ بِهِ الكافِرينَ وَ المُنافِقينَ وَ جَميعَ المُلْحِدينَ، حَيْثُ كانُوا وَ اَيْنَ كانُوا، مِنْ مَشارِقِ الأرْضِ وَ مَغارِبِها، وَ بَرِّها وَ بَحْرِها، وَ سَهْلِها وَ جَبَلِها، حتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً، وَ لا تَبقي لَهُمْ آثاراً.
اَللّهُمَّ وَ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَ اَعِزَّ بِهِ المُؤْمِنينَ، وَ اَحْىِ بِهِ سُنَنَ المُرْسَلينَ، وَ دارِسَ حُكْمِ النَّبِيّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما مُحِىَ مِنْ دينِكَ، وَ بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حتّى تُعيدَ دينُكَ بِهِ وَ عَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً صَحيحاً مَحْضاً، لاعِوَجَ فيهِ وَ لا بِدْعَةَ مَعَهُ، حتّى تُنيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الجَوْرِ، وَ تُطْفِىءَ بِهِ نيرانَ الكُفْرِ، وَ تُطَهِّرَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ وَ مَجْهُولَ العَدْلِ، وَ تُوضِحَ بِهِ مُشْكِلاتِ الحُكْمِ.
اَللّهُمَّ وَ اِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذي ائْتَمَنْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذّنُوبِ، وَ بَرَّأتَهُ مِنَ العُيُوبِ، وَ طَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَ صَرَفْتَهُ عَنِ الدَّنَسِ، وَ سَلَّمْتَهُ مِنَ الرَّيْبِ.
اَللّهُمَّ فَاِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ القيامَةِ، وَ يَوْمَ حُلُولِ الطّامَّةِ، اَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً، وَ لَمْ يَأْتِ حَوْباً، وَ لَمْ يَرْتَكِبْ لَكَ مَعْصِيَةً، وَ لَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَ لَمْ يَهْتِكَ لَكَ حُرْمَةً، وَ لَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَ لَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً، وَ اَنَّهُ الإمامُ الهادِي المَهْدِيُ، الطّاهِرُ التَّقِيّ، الْوَفِيُ الرَّضِيُ الزَّكيُ.
اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلى آبائِهِ، وَ اَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَ وَلَدِهِ، وَ اَهْلِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ، وَ اُمَّتِهِ وَ جَميعِ رَعِيَّتِهِ، ما تُقِرّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرّ بِهِ نَفْسَهُ، وَ تَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ المُمَلَّكاتِ كُلِّها، قَريبِها وَبَعيدِها، وَعَزيزِها وَذَليلِها، حتّى يَجْري حُكْمُهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَيَغْلِبَ بِحقِّهِ عَلى كُلِّ باطِلٍ.
اَللّهُمَّ وَاسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الهُدى، وَالمَحَجَّةَ العُظْمى، وَ الطَّريقَةَ الوُسْطى، الَّتي يَرْجِعُ اِلَيْها الغالي، وَيَلْحَقُ بِهَا التّالي.
اَللّهُمَّ وَ قَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وَ ثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ، القَوّامينَ بِاَمْرِهِ، الصّابِرينَ مَعَهُ، الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ القِيامَةِ في اَنْصارِهِ وَ اَعْوانِهِ، وَ مُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ مِنّا لَكَ، خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَ شُبْهَةٍ، وَ رِياءٍ وَسُمْعَةٍ، حتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ اِلاّ وَجْهَكَ، وَحتّى تُحِلَّنا مَحِلَّهُ، وَ تَجْعَلَنا فِى الجَنَّةِ مَعَهُ، وَ لا تَبْتَلِنا في اَمْرِهِ بِالسَّأمَةِ وَ الكَسَلِ، وَ الفَتْرَةِ وَ الفَشَلِ، وَاجْعَلَنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَ تُعِزّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَ لاتَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا، فَاِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَبيرٌ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.
اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ، وَ بَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَ زِدْ في آجالِهِمْ، وَانْصُرْهُمْ، وَ تَمِّمْ لَهُ ما أسْنَدْتَ اِلَيْهِمْ مِنْ اَمْرِ دينِكَ، وَ اجْعَلْنا لَهُمْ اَعْواناً، وَعَلى دينِكَ اَنْصاراً، وَصَلِّ عَلى آبائِهِ الطّاهِرينَ الأئِمَّةِ الرّاشِدينَ.
اَللّهُمَّ فَاِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَخُزّانُ عِلْمِكَ، وَ وُلاةُ اَمْرِكَ، وَ خالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ اَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ اَوْلِيائِكَ، وَ صَفْوَتُكَ، وَ اَوْلاُد اَصْفِيائِكَ، صَلَواتُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ بَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.
اَللّهُمَّ وَ شُرَكاؤُهُ في اَمْرِهِ، وَ مُعاوِنُوهُ عَلى طاعَتِكَ، الَّذينَ جَعَلْتَهُمْ حِصْنَهُ وَ سِلاحَهُ، وَمَفْزَعَهُ وَ اُنْسَهُ، الَّذينَ سَلَوْا عَنِ الأهْلِ وَ الأوْلادِ، وَ تَجافُوا الوَطَنَ، وَ عَطَّلوا الوَثيرَ مِنَ المِهادِ.
قَدْ رَفَضُوا تِجاراتِهِمْ، وَ اَضَرّوا بِمَعايِشِهمْ، وَ فُقِدوا في اَنْدِيَتِهِمْ، بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِم، وَ حالَفُوا البَعيد مِمَّنْ عاضَدَهُمْ عَلى اَمْرِهِمْ، وَ خالَفُوا القَريبَ مِمَّنْ صَدَّ عَنْ وِجْهَتِهِمْ، وَائْتَلَفُوا بَعْدَ التَّدابُرِ وَ التَّقاطُعِ في دَهْرِهِمْ، وَ قَطَعُوا الأسبابَ المُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامٍ مِنَ الدّنْيا.
فَاجْعَلْهُمُ اللّهُمَّ في حِرْزِكَ، وَ في ظِلِّ كَنَفِكَ، وَ رُدَّ عَنْهُمْ بَأسَ مَنْ قَصَدَ اِلَيْهِمْ بِالعَداوَةِ مِنْ خَلْقِكَ، وَ اَجْزِلْ لَهُمْ مِنْ دَعْوَتِكَ مِنْ كِفايَتِكَ وَ مَعُونَتِكَ لَهُمْ، وَ تَأييدِكَ وَ نَصْرِكَ اِيّاهُمْ ما تُعينُهُمْ بِهِ عَلى طاعَتِكَ.
وَ اَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ باطِلَ مَنْ اَرادَ اِطْفاءَ نُورِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَامْلأ بِهِمْ كُلَّ اُفُقٍ مِنَ الافآقِ، وَ قُطْرٍ مِنَ الأقْطارِ، قِسْطاً وَ عَدْلاً، وَ مَرْحَمَةً وَ فَضْلاً.
وَاشْكُرْ لَهُمْ عَلى حَسَبِ كَرَمِكَ وَ جُودِكَ، وَ ما مَنَنْتَ بِهِ عَلى العالَمينَ بِالقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ، وَاذْخَرْ لَهُمْ مِنْ ثَوابِكَ ما تَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجاتِ، اِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ، وَتَحْكُمُ ما تُريدُ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ.