الاثنين، 22 أكتوبر 2012

من توجيهات شمس السالكين السيد ابن طاووس إلى المؤمنين في العشر الأوائل من ذي الحجة.

يقول السيد ابن طاووس - قدس سره - في الإقبال مخاطبا المؤمنين للاستفادة من موسم العطاء الإلهي في العشر الأوائل من ذي الحجة :

" و ينبغي أن يكون مع إذكار عقلك و قلبك و نفسك باطلاع الله جل جلاله عليك في هذا شهر ذي الحجة الذي أنعم الله جل جلاله به عليك و جعله رسولا يهدي ما فيه من الفضائل [الفضل] إليك على صفات من يتلقى نعمته جل جلاله بالتعظيم و الثناء الجسيم و يتلقى رسوله بالتكريم و الإقبال على شكر ما أهداه إليك من الفضل العظيم و أشغل جميع جوارحك بما يختص كل منها من العبادات حتى تكون ذاكرا لله جل جلاله في ذلك العشر فعلا و قولا في جميع التصرفات فاحسب أن هذا العشر قد جعله سلطان زمانك و واهب إحسانك وقتا للدخول إليه و الثناء عليه بين يديه أ فما كنت تجتهد في تحصيل الألفاظ الفائقة و المعاني الرائقة الجامعة لأوصاف شكره و نشر بره و تجمع خواطرك كلها في حضرته على الإخلاص في مراقبته و لا تقدر أن تغفل في تلك الحال عنه و هو يراك و أنت قريب منه فإن الله [فالله] جل جلاله أحق بهذا الإقبال عليه و الأدب بين يديه و أرجح مطلقا [مطلبا] و مكسبا بالتقرب إليه فأين تأخذ عنه يمينا و شمالا و تذهب منه تهوينا و ضلالا لا تغفل فإنك في قبضته و أنت ميت و ابن أموات صنائع نعمته و بقايا رحمته ".


وقد ذكر السيد ابن طاووس رواية عن النبي صلى الله عليه و آله تشير إلى ما أعده الله سبحانه وتعالى من الأجر العظيم لمن استفاد من هذه الأيام العشر وكثف فيها من حضور القلب و الإقبال على الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة , وهي :


عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز و جل من أيام العشر - يعني عشر ذي الحجة - قالوا : يا رسول الله و لا الجهاد في سبيل الله.

قال صلى الله عليه و آله : و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق