الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

كن على اتصال دائم بهذين الكنزين

ينبغي للإنسان ان يكون على شكر متصل لله سبحانه وتعالى, وشكر الله سبحانه وتعالى له أبعاد منها التأمل النفسي و استحضار عظمة النعم الإلهية في الشعور و منها أن يكون الإنسان ذاكرا لله سبحانه وتعالى ومراقبا له و هذا يستلزم منه عدم مقابلة الإحسان بالإساءة, فاقتراف المعاصي لا تتناسب مع شكر الله سبحانه وتعالى.

ومنها أن يخاطب الإنسان ربه و خالق المنعم بالأدعية الواردة عن أهل بيت العصمة, فهذه الأدعية مختصرة و جامعة وتحتوي على جمال الخطاب و أدب الخطاب مع الله سبحانه وتعالى و بها معانٍ و مضامين عالية.

وقد اخترت لكم صيغتين لمناجاة الله سبحانه وتعالى مناجاة الشكر لنعمه العظيمة, قد ذكرها من كبار العلماء الأبرار.

الصيغة الأولى :

ذكرها الشيخ الطائفة الطوسي في مصباح المتهجد و العلامة الكفعمي في البلد الأمين و المصباح و العلامة المجلسي في البحار, والسيد ابن طاووس في فلاح السائل :

" اللَّهُمَّ إِنّه لَمْ يَمُسِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِك أَعْلَمُ أنّه مُقَصّر فِي مَعْرِفَتِكَ وَطَاعَتِكَ مِثلَ تَقْصِيري، أَنْتَ إِلَيْهِ أَحْسَنُ صَنيعاً وَلَا لَهُ أَدْوَم كَرَامَةً وَلَا عَلَيْهِ أَبْيَنْ فَضْلاً وَلَا بِهِ أَشَدّ تَرَفُّقاً وَلَا عَلَيْهِ أَشْدّ حَيطَةً وَلَا عَلَيْهِ أَشَدّ تَعَطّفاً مِنْكَ عَلَيَّ، وَإِن كَانَ جَميعُ الْمَخْلُوقِينَ يَعَدِّدُونَ مِثْلُ تَعْدِيدي فَاشْهَدْ يَا كَافي الشَهَادَةِ أنّي اُشْهِدُكَ بِنيَّةِ صِدْقٍ بِاَنّ لَكَ الْفَضْلَ وَالْطّولَ فِي انْعَامِكَ عَلَيَّ وقِلَّة شُكْرِي لَكَ عَلَيْهَا يَا فَاعِلَ كُلّ مَا أَرَادَه طَوّقني أَمَانَاً مِن حُلُولِ سَخَطِكَ فِيهَا لِقِلّةِ الشْكرِ، وَأَوْجِبْ لِيَ زِيَادَةً مِن اِتْمَامِ النِّعْمَةِ بِسَعَةِ الرَحْمَةِ أُنْظرني خَيْرَكَ وَلَا تَقايْسِني بِسُوءِ سَرِيرَتِي وَامْتَحِنْ قَلْبِي لِرِضَاك، َوَاجْعَلْ مَا تَقَرّبْت بِهِ إِلَيْكَ فِي دِيْنِكَ خَالِصَاً وَلَا تَجْعَلْهُ لِلُزُوم شُبْهَةٍ وَلا فَخْرِ وَلا رياءٍ يَا كَريمُ. "

وقد ذكر العلمان الطوسي و الكفعمي أن هذا الدعاء من الأدعية التي يؤتى بها غدوة و عشية أي صباحا ومساءا, وإن كان الأفضل أن يأتي به الإنسان بعد كل صلاة, فقد ذكر السيد ابن طاووس في فلاح السائل : يَا مُحَمّد قل للذين يريدون التقرّب إليَّ اعلموا علماً يقيناً أنّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرّبون به إليَّ بعد الفرائض وذلك أن يقول: اللَّهُمَّ إِنّه لَمْ يَمُسِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِك أَعْلَمُ أنّه مُقَصّر فِي مَعْرِفَتِكَ وَطَاعَتِكَ مِثلَ تَقْصِيري، أَنْتَ إِلَيْهِ أَحْسَنُ صَنيعاً وَلَا لَهُ أَدْوَم كَرَامَةً وَلَا عَلَيْهِ أَبْيَنْ فَضْلاً وَلَا بِهِ أَشَدّ تَرَفُّقاً .... الخ

وقد ورد في فضل هذا الدعاء كما ذكر العلامة المجلسي في البحار و السيد ابن طاووس في فلاح السائل : .. فإنّه إذا قال ذلك احبّه أهل سماواتي وسمّوه الشكور."

الصيغة الثانية :

في علل الشرائع لشيخ المحدثين الشيخ الصدوق : عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: إنَّ نوحاً، إنَّما سمِّي عبداً شكوراً، لأنّه كان يقول إذا أصبح وأمسى: «اللّهمّ إنّي أشهد أنّه ماأمسي وأصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لاشريك لك، لك الحمد والشكر بها عليّ حتّى ترضى إلهنا».

وهذا الدعاء ذكره جملة من الأعلام :

العلامة المجلسي في بحار الأنوار / جزء 83 / صفحة [251]

الحر العاملي في الوسائل رقم الحديث [ 9183 ]

آية الله الشيخ عباس القمي في مستدرك سفينة البحار ج 6

آية الله السيد عباس الكاشاني في مصابيح الجنان

وقد ذكر هذا الدعاءالشيخ الصدوق بزيادة في كتابه من لا يحضره الفقيه : " كان نوح عليه السلام يقول إذا أصبح وأمسى: " اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح وأمسى بي من نعمة وعافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد، ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضا " يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا فسمي بذلك عبدا شكورا.

وقد ذكر هذه الرواية الأخيرة الفقيه العظيم العلامة البهائي في مفتاح الفلاح حيث قال : " و قل أيضا ما رواه رئيس المحدثين في الفقيه بسند صحيح عن الصادق عليه السلام قال : " كان نوح عليه السلام يقول إذا أصبح و أمسى اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح بي من نعمة و عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشكر بها على حتى ترضى و بعد الرضا يقولها إذا أصبح عشرا و إذا أمسى عشرا فسمي بذلك عبدا شكورا".


لذا ينبغي للإنسان أن يكون على اتصال دائم بهذين الذكرين العظيمين, وقراءتهما بوعي و انتباه و توجه قلبي و إن من داوم عليهما سيجد تغيرا في سلوكه و في نفسه نحو الأفضل, ويجد نفسه أكثر قربا من الله سبحانه وتعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق