الاثنين، 22 أكتوبر 2012

إضاءات نورانية لشمس السالكين السيد ابن طاووس في الاستعداد للدعاء يوم عرفة.

إن الدعاء يوم عرفة ليس محصورا على من هم في أرض عرفة, بل مفتوح أمام المؤمنين في كل بقاع الأرض, و كل مقبل على الله سبحانه وتعالى سينال نصيبا من العطاء الإلهي, وهذا العطاء يتناسب مع درجة إقباله على الله سبحانه وتعالى و حضور قلبه أثناء مناجاته للمولى جل ثناؤه. 

ذكر السيد ابن طاووس في كتاب الإقبال حول الاستعداد للدعاء و ملاقاة الله في يوم عرفة, وهي توجيهات توقظ في المؤمنين حس التوجه نحو الله سبحانه وتعالى في يوم عرفة العظيم :

" فاعلم أنه ينبغي أن تلقى الله جل جلاله وقت الحضور لمناجاته و أنت طاهر من كل ما يقتضي استحقاقك لعقوباته أو معاتباته كما أن العقل يشهد أنك إذا أردت دخول حضرت ملك من ملوك الزمان أو لقاء النبي صلى الله عليه و آله أو أحد أئمتك العظمى الشأن فإنك تستعد للدخول عليهم بكل ما يقربك إليهم و مهما عرفت أنهم يؤثرون أن يكون عليك من الكسوات أو تكون عليه من الصفات أو يرتضونه من ألفاظ التسليم عليهم أو القيام أو الجلوس بين يديهم فإنك تجتهد في العمل على مرادهم بغاية اجتهادك مع علمك بأنهم لا يطلعون على ضميرك و فؤادك فكيف يجوز ألا تكون مع سلطان دنياك و معادك على هذه الصفات و هو مطلع على الخفيات و حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى كل من تحضر بين يديه فإذا تطهرت و غسلت عقلك بماء سحائب الإقبال على مولاك و غسلت قلبك بدموع الخشوع و الخضوع لمالك دنياك و أخراك فاغتسل الغسل المأمور به في عرفة فإنه من المهمات و لتكن نيتك في ذلك الغسل الموصوف و لكل غسل تحتاج إليه في ذلك اليوم المعروف فتغتسل غسل التوبة عسى أن يكون قد بقي عليك شي ء من عيوب القلوب و أدواء الذنوب و غسل يوم عرفة و غسل الحاجة و غسل قبول الدعوات فإننا وجدناه في الروايات و غسل الاستخارات عسى تحتاج إلى شي ء من المشاورات و كل غسل يمكن في ذلك النهار و اقتد بأهل الاحتياط و الاستظهار و ليكن غسلك قبل الظهرين بقليل لعلك تصلي و تدعو و أنت على ذلك الحال الجميل ثم تصلي الظهرين بنوافلهما على التمام في المراقبات و الدعوات ..."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق