الاثنين، 7 يناير 2013

كنز يزيد من قربكم من الله سبحانه وتعالى ويعمل على صفاء أرواحكم.

من ألطاف الله سبحانه و تعالى بنا أن من علينا باتباع العترة الطاهرة التي تعتبر الطريق الآمن للوصول إلى التعاليم الإلهية كما جاء بها الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله.

لقد ترك لنا أئمة الهدى كنوزا عظيمة, ومنها هذا العمل العظيم, الذي يؤتى بها ضمن تعقيبات الصلاة العامة, ولهذا العمل أثر عظيمة في تصفية النفس مما يعلق بها من شوائب, حيث أنه يساعد الإنسان في الانتباه إلى مراقبة نفسه, تفاديا للوقوع في المعصية, وسرعة التدارك في حال الغفلة.


هذا العمل لا يأخذ وقتا طويلا, ولكنه يترك في النفس أثارا روحية عظيمة, ويبعث فيها الاطمئنان بذكر الله تعالى.

يعتبر هذا العمل من الأعمال العظيمة التي تسهل الوصول إلى ألطاف الله للحصول على عطاياه العظيمة.


ذكر هذا الدعاء كبار علماء الطائفة الأبرار, فقد ذكره العالم الرباني السيد ابن طاووس في فلاح السائل, وذكره فخر الطائفة الشيخ الصدوق في كتابه " من لا يحضره الفقيه" و كذلك ذكره العلامة المجلسي في البحار, و آية الله الشيخ عباس القمي في " مفاتيح الجنان" :

هذا العمل مروي عن سيد الموحدين الإمام علي عليه السلام.

يتألف هذا الكنز العظيم من عملين متداخلين هما :

- الأول : قراءة سورة الإخلاص - التوحيد - اثنتاعشر مرة.

- الثاني أن يبسط الإنسان يديه و يدعو بهذا الدعاء بعد الفراغ من قراءة الإخلاص, كما ذكره الشيخ القمي في المفاتيح :

" اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك، وأسألك باسمك العظيم، وسلطانك القديم, ياواهب العطايا، و يا مطلق الاسارى، و يا فكاك الرقاب من النار، أسألك أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تعتق رقبتي من النار، وأن تخرجني من الدنيا سالما ، وآن تدخلني الجنة آمنا ، وأن تجعل دعائي أوله فلاحا، وأوسطه نجاحا، وأخره صلاحا، إنك أنت علام الغيوب ".
ففي فلاح السائل للسيد ابن طاووس .. بن عبداللَّه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين(ع) قال: «مَن أحبّ أن يخرج من الدنيا وقد تخلّص من الذنوب كما يتخلّص الذهب لا شوب فيه خالصاً ليس له مطالب بمظلمه فليقرأ في دبر الصلوات الخمس نسبة الربّ عزّ (وجلّ) قل هو اللَّه أحد اثنى عشر مرّة، ثمّ يبسط يديه ويقول:...» وذكر الدعاء المقدّم مع اختلاف في بعض الكلمات.


ينبغي التأكيد على أمر هام , وهو أنه ينبغي قراءة سورة التوحيد بتأن ودون عجلة, كي تكون أكثر فعالية في النفس, كذلك ينبغي التوجه إلى الله بإخلاص عند قراءة الدعاء.

دعوة للتأمل في معاني هذه الآيات الشريفة.

قال الله تعالى في سورة الأنعام :

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)

{ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }

هذه من الآيات الشريفة التي ينبغي للإنسان المؤمن الوقوف عند معانيها العظيمة.

تشير الآية الأولى إلى درجة عالية من تبلد الحس والشعور لدى هؤلاء الأقوام.

في الحالة الأولى ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بمحن و شدائد, ومصائب, وكان من المتوقع أن توقظهم تلك المحن التي أحاطت بهم من غفلتهم عن الله, ولكنهم لم يستفيدوا من تلك الدروس, فلم يزدادوا إلا بعدا عن الله, وسبب هذا البعد أمران :

الأول : قساوة قلوبهم بسبب عظيم الذنوب التي كانوا يقومون بها, والتي شكل\ت حاجزا أمام الصحوة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى, فتمادي الإنسان في المعاصي و الخطايا يسد أمامه منافذ النجاة.

الثاني : هو أنهم استحسنوا أعمالهم الخاطئة, فرأوها أعمالا حسنة, حيث زين لهم الشيطان صنيعهم, وحسن جرائمهم في أعينهم, فانصاعوا لإعواءات الشيطان, فازداودا بعدا عن خط الرجوع عن الله سبحانه وتعالى.

لكن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده, وقد أوجد لهم وسيلة أخرى, كان بإمكانهم أن يستفيدوا منها, فبعد أن فشلوا في امتحان البلايا والمصائب, أدخلهم في امتحان آخر, وهو أنه سبحانه وتعالى, أغدق عليهم كثيرا من نعمه وعطاياه, وفتح أمامهم أبوابا واسعة من النعم,كما تشير إلى ذلك الآية الأخرى : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ }, و كان حريا بهما أن يستحضروا عظمة المنعم, ويرجعوا إليه, لكنهم لم يزداودا إلا بعدا عنه, وغرورا بأنفسهم, بسبب اتباعهم لأهوائهم, وتكبرهم و اتباعهم لإغوات الشيطان, 

إن قلوبهم المتحجرة لم تستفد من تلك الفرص, ولم يستقيظوا من غفلتهم حيث ازدادوا إعراضا عن الله سبحانه وتعالى, فأتاهم عذاب الله, حيث أن النعم مظهر من مظاهر الاستدارج إلى العذاب.

{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }


قال العلامة في الميزان :

" و الله سبحانه يذكر لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الآية و ما يتلوها إلى تمام أربع آيات سنته في الأمم التي من قبله إذ جاءتهم رسلهم بالبينات: أنه كان يرسل إليهم الرسل فيذكرونهم بتوحيد الله سبحانه و التضرع و إخلاص الإنابة إليه ثم يبتليهم بأنواع الشدة و المحن و يأخذهم بالبأساء و الضراء و لكن بمقدار لا يلجئهم إلى التضرع و لا يضطرهم إلى الابتهال و الاستكانة لعلهم يتضرعون إليه بحسن اختيارهم، و يلين قلوبهم فيعرضوا عن التزيينات الشيطانية و عن الإخلاد إلى الأسباب الظاهرية لكنهم لم يتضرعوا إليه بل أقسى الاشتغال بأعراض الدنيا قلوبهم و زين لهم الشيطان أعمالهم، و أنساهم ذلك ذكر الله.


لما نسوا ذكر الله سبحانه فتح الله عليهم أبواب كل شيء و صب عليهم نعمه المتنوعة صبا حتى إذا فرحوا بما عندهم من النعم و اغتروا و استقلوا بأنفسهم من دون الله أخذهم الله بغتة و من حيث لا يشعرون به فإذا هم آيسون من النجاة شاهدون سقوط ما عندهم من الأسباب فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين.

و هذه السنة سنة الاستدراج و المكر الذي لخصها الله تعالى في قوله: "و الذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون و أملي لهم إن كيدي متين": الأعراف: 183."

فلنتسحضر هذه المعاني عند وقوفنا للصلاة.

يقرأ المؤمن دعاء التوجه عند دخوله للصلاة :


﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ عالم الغيب والشهادة حَنِيفًا مسلما وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين. لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين ﴾

هذا الدعاء من المستحبات التي أكد عليها العلماء في رسائلهم, وهو مقدمة روحية هامة للدخول إلى الصلاة بكل توجه, كي تكون الصلاة أكثر ذات قبول لديه سبحانه وتعالى.

هناك جملة من المعاني التي ينبغي للإنسان المؤمن أن يستحضرها وهو يتلو هذا الدعاء, ذلك لأن القراءة المجردة غير المركزة لا تعطي ثمارا.

أشار الشهيد الثاني - أعلى الله درجاته في كتابه العظيم ( أسرار الصلاة ) إلى جملة من هذه المعاني التي ينبغي للإنسان أن يستحضرها وهو يعيش هذه الأجواء العبادية.

قال قدس سره : 

" فانظر إلى وجه قلبك أمتوجه هو إلى أمانيه وهمه في البيت والسوق وغيرهما، متبع للشهوات أم مقبل على فاطر السموات؟..

وإياك أن تكون مفاتحتك للمناجاة بالكذب والاختلاق فيصرف وجه رحمته عنك، وقبوله في ما بقي على الإطلاق، ولن ينصرف الوجه إلى الله تعالى إلا بالانصراف عما سواه، فإن القلب بمنزلة مرآة وجهها صقيل وظهرها كدر لا يقبل انطباع الصور، فإذا توجهت إلى شيء انطبع فيها، واستدبرت غيره، ولا يمكن انطباعه، ولهذا كانت الدنيا والآخرة ضرتين، كلما قربت من إحداهما بعدت عن الأخرى.

فاجتهد في الحال في صرفه إليه وإن عجزت عنه على الدوام فليكن قولك في الحال صادقًا عسى أن يسامحك في الغفلة بعد ذلك.


وإذا قلت: ﴿حنيفًا مسلمًا﴾ فينبغي أن تحضر في بالك أن المسلم هو الذي (سلم المسلمون من يده ولسانه).

فإن لم تكن كذلك كنت كاذبًا. فاجتهد أن تعزم عليه في الاستقبال وتندم على ما سبق من الأحوال.


وإذا قلت: ﴿وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ فاحضر ببالك الشرك الخفي وأن قوله تعالى ﴿فمن كان يرجو لقاء ربه﴾ إلخ، جعل من يقصد بعبادة ربه، وجه الله وحمد الناس مشركًا.

فاستشعر الخجلة في قلبك إن وصفت نفسك بأنك لست من المشركين من غير من هذا الشرك، فإن اسم الشرك يقع على القليل والكثير منه.

وإذا قلت:﴿محياي ومماتي لله﴾ فاعلم إن هذا حال عبد مفقود لنفسه موجود لسيده وإنه إن صدر عن غضبه وضاه، قيامه وقعوده ورغبته في الحياة ورهبته من الموت لأمور الدنيا، لم يكن ملائما للحال.

للراغبات - للراغبين - في الحصول على وظيفة عمل.

إن الأدعية الواردة عن الرسول الأعظم و أئمة أهل البيت عليهم السلام تغطي مساحة كبيرة من حياة الإنسان.


هي لا تنحصر في الشؤون الأخروية, فهي و إن كانت تركز على الاهتمام بالآخرة, فإنها في الوقت نفسه لها ارتباط كبير بكثير من الجوانب في حياة الدنيا في هذه الحياة.

وردت أدعية عن أهل بيت العصمة في تسهيل الحصول على أسباب الرزق.

على سبيل المثال, يمكن لمن تأخر حصولهم على وظيفة كخريجي الجامعات و خريجي الثانوية العامة وغيرهم أن يلجأوا إلى هذه الأدعية بعد توفير الأسباب الأخرى المطلوبة من شروط الوظيفة, , كل بما يتناسب مع مستواه الدراسي أو العملي. 

غير أنه ينبغي التأكيد على جانب من الأهمية بمكان كبير.

لا ينبغي قراءة هذه الأدعية وسؤال الله سبحانه وتعالى تسهيل أسباب الحصول على أسباب الرزق والوظيفة من باب التجريب, فهذا يشير إلى سوء ظن بالله سبحانه وتعالى, وهذا خلاف الآداب في التعامل مع الله سبحانه وتعالى.


إذا لم يتحقق للإنسان ما يريد في البداية , فعليه أن يستمر و يداوم عليها و أن يكثر من الإلحاح على الله سبحانه وتعالى, مع مراعاة الجوانب الأخرى لا ستجابة الدعاء, والتي من بينها عدم الإصرار على المعاصي والذنوب, فإنها من موانع الإجابة.

على الداعي أن يكون على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب له, وعليه ألا يدعو الله سبحانه وتعالى دعاء من يريد أن يجرب, بل عليه أن يحسن الظن بخالقه.

قال العالم العارف, زينة العلماء السيد ابن طاووس في كتابه " جمال الأسبوع " :

" .... فإن الإنسان ما يجرب إلا على من يسوء ظنه به, و قد عرفت أن الله جل جلاله قال : { الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ } و لكن كن على ثقة كاملة من رحمة الله جل جلاله الشاملة, و من كمال جوده و إنجاز وعوده أبلغ مما تكون لو قصدت حاتما الجواد في طلب قيراط منه مع ما تسمعه عنه من الكرم و الإرفاد, فإنك تقطع على التحقيق أنه يعطيك القيراط لو طلبته لك بكل طريق, و اعلم أن حاجتك عند الله تعالى و جل جلاله أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين أهون و أقل من قيراط عند حاتم الذي وثقت بقصده فإياك من ترك الثقة بقصد الله جل جلاله و رفده "

أضع أمام الأخوات الفاضلات والأخوة الفضلاء جملة من الأعمال العبادية التي تسهل أسباب الرزق للإنسان والحصول على وظيفة.

تنقسم هذه الأعمال إلى قسمين :

القسم الأول :


- أعمال يؤتى بها لطلب تحقيق أي حاجة يريدها الإنسان, ومن بينها الحصول على وظيفة, وهي 

موجودة على هذا الرابط :

لأصحاب الحاجات.

القسم الثاني :

أدعية خاصة وردت بشكل خاص لطلب تسهيل أسباب الرزق, ويعتبر الحصول على وظيفة عمل أبرز مصاديق هذه الأسباب, ويمكن للراغبين في تسهيل الأمور المرتبطة بالحصول على وظيفة عمل أن يداوموا عليها مع إيمانهم و ثقتهم باستجابة الله لدعائهم.

وردت عدة أعمال في هذا الجانب من بينها مايلي :

الأول : تعقيب صلاة العشاء :

اَللّـهُمَّ اِنَّهُ لَيْسَ لي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقي وَاِنَّما اَطْلُبُهُ بِخَطَرات تَخْطُرُ عَلى قَلْبي فَاَجُولُ فى طَلَبِهِ الْبُلْدانَ فَاَنَا فيما اَنَا طالِبٌ كَالْحَيْرانِ لا اَدْري اَفى سَهْل هَوُ اَمْ في جَبَل اَمْ في اَرْض اَمْ في سَماء اَمْ في بَرٍّ اَمْ في بَحْر وَعَلى يَدَيْ مَنْ وَمِنْ قِبَلِ مَنْ وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَاَسْبابَهُ بِيَدِكَ وَاَنْتَ الَّذي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لي واسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأخَذَهُ قَريباً وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرْ لي فيهِ رِزْقاً فَاِنَّكَ غَنِىٌّ عَنْ عَذابي وَاَنَا فَقيرٌ اِلى رَحْمَتِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ اِنَّكَ ذُو فَضْل عَظيم.

وهذا الدعاء من أدعية الرزق كما أشار علماء الطائفة كالسيد ابن طاووس في فلاح السائل والعلامة الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان.

هذا الدعاء موجود في كل كتب الأدعية المشهورة كمفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي, ومصباح المتهجد لشيخ الطائفة الطوسي, وغيره.

ذكر فضل هذا الدعاء زينة العلماء السيد ابن طاووس في كتابه " فلاح السائل " حيث قال :

ومن الدعوات أيضاً بعد العشاء الآخرة لطلب سعة الرزق‏ ما رواه أبوالمفضّل(ره) قال: حدّثنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن عبداللَّه العلويّ قال: حدّثنا عبيداللَّه بن أحمد بن نهيك، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبيد بن زرارة قال: حضرت أبا عبداللَّه(ع) وشكا إليه رجل من شيعته الفقر وضيق المعيشة وأنّه يجول في طلب الرزق البلدان فلا يزداد إلَّا فقراً، فقال له أبو عبداللَّه(ع): 


«إذا صلَّيت العشاء الآخرة فقل وأنت متأنّي: اللَّهُمَّ إِنَّه لَيْسَ لي علمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَرَاتٍ تَخْطُرُعَلَى‏ قَلْبي‏ فَأَجُولَ في طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فيما أنا طالب كالحيران لا أَدري أَفي سَهْلٍ هُوَ أم في جَبلٍ أم في أرضٍ أم في سماءٍ أم في برٍّ أم في بحرٍ، وعلى يَدَيْ مَنْ ومِنْ قَبِلِ مَنْ، وقد عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عندكَ وَأَسْبابَهُ بِيَدِكَ وَأَنتَ الذي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ وَتُسَبِّبُهُ برحمتك، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى‏ مُحمدٍ وآلِهِ واجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ ليَ وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قريباً، ولا تُعنِّني بِطَلَبِ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لي فِيهِ رِزْقاً فَإِنَّكَ غَنِيٌّ عَن عَذابي وَأَنا فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلَى‏ عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ إِنَّكَ ذو فضلٍ عظيمٍ.

قال عبيد بن زرارة: فما مضت بالرجل مديدة حتّى زال عنه الفقر وحَسُنَتْ حالُهُ‏.

الثاني : دعاء الإمام الرضا عليه السلام :

هذا الدعاء قد ذكره العلامة الشيخ الكفعمي في كتاب " المصباح " , وهو مروي عن الإمام الرضا عليه السلام, ويدعى به عقيب كل فريضة, أي بعد الانتهاء من الصلاة الواجبة :


يا من يملكُ حوائجَ السائلين و يعلمُ ضميرَ الصامتين, لكلِ مسألةٍ منك سمعٌ حاضرٌ و جوابٌ عتيد, و لكلِ صامتٍ منك عِلمٌ باطنٌ محيط, أسألُكَ بمواعيدِك الصادقة و أياديكَ الفاضلة و رحمتِك الواسعة و سلطانِك القاهر و ملكِك الدائم و كلماتِك التامات, يا من لا تنفَعُه طاعةُ المطيعين, و لا يضُره معصيةُ العاصين, صل على محمدٍ و آله, و ارزقني من فضلِك, و أعطني فيما ترزقني[ رزقتني ] العافية برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
الثالث : الإتيان بركعتي طلب الرزق بعد الانتهاء من صلاة العشاء والفراغ من تعقيباتها :

ذكر العالم الرباني, زينة العلماء العارفين, السيد ابن طاووس في كتابه قلاح السائل هذه الصلاة مروية عن الإمام الصادق عليه السلام :


قال ابن أبي عمير : حدّثني هشام بن سالم عن أبي عبداللَّه(ع) قال: « لا تتركوا ركعتينِ بعد عشاء الآخرة فإنّها مجلبة للرزق، تقرأ في الاُولى الحمد وآية الكرسي وقل يا أيَّها الكافرون، وفي الثانية الحمد وثلاث عشر مرّةً قل هو اللَّه أحد، فإذا سلَّمت فارفع يديك وقل :

" اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ يَامَن لا تَرَاهُ العُيونُ، وَلاَ تُخَالِطُهُ الظُّنُونُ، وَلا تَصِفُهُ الوَاصِفُونَ، يَامَن لا تُغَيِّره الدّهورُ، وَلاَ تُبْلِيهِ الأَزْمِنَة وَلاَ تحيله الاُمورُ، يَامَن لاَ يَذُوقُ الْمَوْتَ وَلاَ يَخَافُ الْفَوْتُ، يَامَنْ لاَ تَضُرُّهُ الذُنوبُ وَلاَ تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ صَلّ عَلَى‏ مُحَمّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِيَ مَا لاَ يَنْقُصُكَ وَاغْفِرْ لِيَ مَا لاَ يَضُرُّكَ وافعل بي كذا وكذا وتسأل حاجتك»

وقال(ع): «منْ صَلّاها بنى اللَّه له بيتاً في الجنّة».

الرابع : قراءةهذا الدعاء في السجود في الصلاة الواجبة :

ذكر العلامة الشيخ الكفعمي - في " المصباح " - هذا الدعاء نقلا عن " مصباح المتهجد " لشيخ الطائفة الشيخ الطوسي - أعلى الله درجاته - و ابن باقي.

كما ذكره العلامة الشيخ عباس القمي في كتاب " الباقيات الصالحات " مرويا عن الإمام الباقر عليه السلام

" يا خير المسئولين و يا خير المعطين, ارزقني و ارزق عيالي من فضلك, فإنك ذو الفضل العظيم. "

عادة يؤتى بهذا الذكر في نهاية السجدة الأخيرة من الصلاةالواجبة.

الخامس : الإتيان بهذا الدعاء في سجدات صلاة الليل :

هذا الدعاء مروي عن الإمام الصادق عليه السلام, وقد ذكره شيخ الطائفة الطوسي ضمن أدعية السجدة الثانية من الركعة الثامنة، من نافلة الليل في كتاب (مصباح المتهجد ).

كما ذكره المحدث الكبير, العلامةالشيخ عباس القمي في كتاب " الباقيات الصالحات " في قسم أدعية الرزق. 

عن أبي بصير قال: شكوت إلى الصادق (عليه السلام) الحاجة، وسألته أن يعلّمني دعاءً في طلب الرزق، فعلّمني دعاءً مااحتجت منذ دعوت به. قال (عليه السلام) : 

قل في صلاة الليل وأنت ساجد : 

" ياخَيْرَ مَدْعوٍّ وَياخَيْرَ مسؤولٍ، يا أوسَعَ مَنْ أعْطى وَياخَيْرَ مُرْتَجى ارْزُقْنِي وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ رِزْقِكَ وَسَبِّبْ لي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٍ."

السادس : هذا الدعاء المروي عن النبي صلى الله عليه و آله عن طريق الإمام الصادق عليه السلام.

ذكر ثقة الإسلام الكليني هذا الدعاء - في كتاب " الكافي " - مرويا عن الإمام الصادق عليه السلام, وقد أثبته العلامة , المحدَّث الكبير, آية الله الشيخ عباس القمي, في كتابه " الباقيات الصالحات " 

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : علم رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الدعاء:


" يارازِقَ المُقِلّينَ وياراحِمَ المَساكينَ وَيأوليَّ المؤمِنينَ وَياذا القوَّةِ المَتينِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي وَعافِني وَاكْفِنِي ماأهَمَّني. "

السابع : هذا الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام :

عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنا قد استبطأنا الرزق فغضب ثم قال: 

قل : " اللهم إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة, فيا خيرَ من دُعي, ويا خيرَ من سُئل, ويا خيرَ من أَعطى, ويا أفضل مرتجى, افعل بي كذا وكذا ". ثم تذكر ما تريد.

ذكر هذا الدعاء ثقة الإسلام العلامة الكليني في كتاب الكافي.

الثامن :هذه الصلاة الخاصة المروية عن النبي صلى الله علليه و آله :

ذكر هذه الصلاة العلامة, المحدث الكبير الشيخ عباس القمي في كتابه " الباقيات الصالحات " :


روي أن رجلاً أتى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال :

يارسول الله إنّي ذو عيال كثير وعليّ دين قد اشتدّ حالي فعلمني دعاءً أدعو الله به عزَّ وجلَّ يرزقني ما أقضي به ديني وأستعين به على عيالي فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :

يا عبد الله توضأ واسبغ وضؤك ثم صلِّ ركعتين تتم الركوع والسجود ثم قل:

" ياماجِدُ ياواحِدُ ياكَريمُ، أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بمُحَمَّدٍ نَبيِّكَ نَبيّ الرَّحْمَةِ صَلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، يامُحَمَّدُ يارَسولَ الله إِنِّي أتَوَجَّهُ بِكَ إِلى الله رَبِّي وَرَبِّكَ وَرَبِّ كُلِّ شَيٍ، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ، وَأَسْأَلُكَ نَفْحَةً كَريمَةً مِنْ نَفَحاتِكَ وَفَتْحاً يَسيراً وَرِزْقاً وَاسِعاً ألِمُّ بِهِ شَعَثِي وَأقْضي بِهِ دَيْني وَأسْتَعينُ بِهِ عَلى عِيالي."




ذكر ينبغي المداومة عليه كل ليلة.

إن من ألطاف الله سبحانه و تعالى أن هيأ الأجواء لعباده كي يراجعوا أنفسهم, فيقلعوا عن المعاصي خلال تذكرهم للاستغفار و ندمهم عليه.

إن الأذكار المتضمنة للاستغفار لا تخلو منها صلاة, غير أن من بين تلك الأذكار ذكر عظيم يستحبّ أن يؤتى به في السّجدة الأخيرة من نّوافل صلاة المغرب في كلّ ليلة, ولا سيّما في ليلة الجمعة.

أكد على هذا الذكر العظيم كبار علماء الطائفة الأبرار, كالشيخ الطوسي في المصباح, والشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان.

يقرأ هذا الذكر سبع مرات. 

وهذا هو هذا الذكر : 


" اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَاسْمِكَ الْعَظيمِ وَمُلْكِكَ الْقَديمِ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبِيَ الْعَظيمَ اِنَّهُ لا يَغْفِرُ الْعَظيمَ اِلاَّ الْعَظيمُ."

من توجيهات السيدة مريم عليها السلام بعد رحيلها.

ذكر الشيخ عباس القمي في الباقيات الصالحات نقلا عن القطب الراوندي أن عيسى (عليه السلام) نادى أمه بعد موتها فقال : كلّميني ياأمّي هل تريدين العود إلى الدنيا؟

فأجابت : بلى, لكي أصلي لله في جوف الليل القارس, وأصوم في اليوم الشديد الحرّ, يابني إنّ هذا طريق رهيب
.

{ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا }

{ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا } الفرقان : 71

توجز هذه الآية الشريفة معالم التوبة الصادقة, وهي أن الإقلاع عن ذنب ما, ينبغي أن يكون الدافع إليه هو العودة إلى الله سبحانه وتعالى, وليس قبح الذنب نفسه.


عندما يقلع الإنسان عن معصية الغيبة - على سبيل المثال - ينبغي أن يكون دافعه إلى تركها هو كراهية الله لهذا العمل القبيح, وليس أضرار الغيبة من اجتماعية ونحوها.


وكذلك الحال في سائر المعاصي الأخرى كالغش و الكذب.


فالتوبة هي رجوع خاص إلى الله سبحانه كما أشار العلامة في الميزان.

ولذا نجد أن الإمام الحسين عليه السلام يعبر عن ذلك بقوله عليه السلام في خطبته يوم عاشوراء :


" ... واللهِ ماتعمّدتُ كذبًا منذ علمتُ أنَّ اللَه‌ يمقت‌ عليه‌ أهله‌ ".

نجد أن الإمام عليه السلام يذكر أن الدافع الحقيقي لعدم صدرو الكذب منه هو معرفته كراهية الله للكذب و أهله, وهذه عبارة رائعة تحتاج أن يقف المؤمن الحقيقي عندها.

{ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }

{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } الإسراء : 24

إن بر الوالدين من أسباب توفيق الله للإنسان, وإن من معاني برهما الدعاء لهما.

هذا هو أحد أدعية الإمام زين العابدين في الدعاء لوالديه, وهو من أدعية الصحيفة السجادية.

لقد وجدت بعض الصلحاء من المؤمنين, يقرأونه كل يوم.

إن قراءة هذا الدعاء يوميا, والمواظبة عليه , تترك أثارا إيجابية كبيرة في النفس, و في هذا الدعاء نفحات إلهية عظيمة, تساعد في تهذيب النفس, إذ لا يخفى على الراغبين في السير إلى الله تعالى, أن بر الوالدين من وسائل تحصيل القرب من الله سبحانه وتعالى.

وهذا هو الدعاء : 

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْـدِكَ وَرَسُولِـكَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَاخْصُصْهُمْ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَسَلاَمِكَ، وَاخْصُصِ اللَّهُمَّ وَالِدَيَّ بِالْكَرَامَةِ لَدَيْكَ، وَالصَّلاَةِ مِنْكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. 

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَلْهِمْنِي عِلْمَ مَا يَجبُ لَهُمَا عَلَىَّ إلْهَامًا، وَاجْمَعْ لِي عِلْمَ ذلِكَ كُلِّهِ تَمَامـًا، ثُمَّ اسْتَعْمِلْنِي بِمَا تُلْهِمُنِي مِنْـهُ، وَوَفِّقْنِي لِلنُّفُوذِ فِيمَا تُبَصِّـرُنِيْ مِنْ عِلْمِهِ، حَتَّى لاَ يَفُوتَنِي اسْتِعْمَالُ شَيْء عَلَّمْتَنِيْهِ، وَلاَ تَثْقُلَ أَرْكَانِي عَنِ الْحُفُوفِ فِيمَا أَلْهَمْتَنِيهِ. 

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا شَرَّفْتَنَا بِهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا أَوْجَبْتَ لَنَا الْحَقَّ عَلَى الْخَلْقِ بِسَبَبِهِ. 

أللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وَأَبَرُّهُمَا بِرَّ الاُمِّ الرَّؤُوفِ، وَاجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَبِرِّيْ بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وَأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا وَاُقَدِّمَ عَلَى رِضَاىَ رِضَاهُمَا وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَإنْ قَلَّ وَأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وَإنْ كَثُرَ.

أللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَأَطِبْ لَهُمَا كَلاَمِي، وَأَلِنْ لَهُمَا عَرِيْكَتِي، وَاعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً. أللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي وَأَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، وَاحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي. اللَّهُمَّ وَمَا مَسَّهُمَا مِنِّي مِنْ أَذَىً أَوْ خَلَصَ إلَيْهِمَا عَنِّي مِنْ مَكْرُوه أَوْ ضَاعَ قِبَلِي لَهُمَا مِنْ حَقٍّ فَاجْعَلْهُ حِطَّةً لِذُنُوبِهِمَا وَعُلُوّاً فِي دَرَجَاتِهِمَا وَزِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِمَا يَا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ. 

أللَّهُمَّ وَمَا تَعَدَّيَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ قَوْل، أَوْ أَسْرَفَا عَلَىَّ فِيْهِ مِنْ فِعْل، أَوْ ضَيَّعَاهُ لِي مِنْ حَقٍّ أَوْقَصَّرا بِي عَنْهُ مِنْ وَاجِب فَقَدْ وَهَبْتُهُ وَجُدْتُ بِهِ عَلَيْهِمَا، وَرَغِبْتُ إلَيْكَ فِي وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُمَا فَإنِّي لا أَتَّهِمُهُمَا عَلَى نَفْسِـي، وَلاَ أَسْتَبْطِئُهُمَا فِي بِرِّي، وَلا أكْرَهُ مَا تَوَلَّياهُ مِنْ أَمْرِي يَا رَبِّ فَهُمَا أَوْجَبُ حَقّاً عَلَيَّ، وَأَقْدَمُ إحْسَانـاً إلَيَّ وَأَعْظَمُ مِنَّةً لَـدَيَّ مِنْ أَنْ أقَاصَّهُمَـا بِعَدْل، أَوْ اُجَازِيَهُمَا عَلَى مِثْل، أَيْنَ إذاً يَا إلهِيْ طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِيَتِي؟ وَأَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا فِي حِرَاسَتِيْ؟ وَأَيْنَ إقْتَارُهُمَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا لِلتَّوْسِعَةِ عَلَيَّ؟ هَيْهَاتَ مَا يَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا، وَلاَ اُدْرِكُ مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا وَلا أَنَا بِقَاض وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُعِينَ بِهِ. وَوَفِّقْنِي يَا أَهْدَى مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ، وَلاَ تَجْعَلْنِي فِي أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلابآءِ وَالاُمَّهاتِ يَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَيُظْلَمُونَ. 

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَاخْصُصْ أَبَوَيَّ بِأَفْضَلِ مَا خَصَصْتَ بِهِ آبَاءَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَاُمَّهَاتِهِمْ يَا أَرْحَمَ الـرَّاحِمِينَ. 

أللَّهُمَّ لاَ تُنْسِنِي ذِكْرَهُمَا فِي أَدْبَارِ صَلَوَاتِي وَفِي إنًىً مِنْ آناءِ لَيْلِي، وَفِي كُلِّ سَاعَة مِنْ سَاعَاتِ نَهَارِي. 

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاغْفِرْ لِي بِدُعَائِي لَهُمَا، وَاغْفِرْ لَهُمَـا بِبِرِّهِمَـا بِي، مَغْفِرَةً حَتْمـاً وَارْضَ عَنْهُمَا بِشَفَاعَتِي لَهُمَا رِضَىً عَزْماً، وَبَلِّغْهُمَا بِالْكَرَامَةِ مَوَاطِنَ السَّلاَمَةِ. 

أللَّهُمَّ وَإنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُمَا فَشَفِّعْهُمَا فِيَّ، وَإنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُـكَ لِي فَشَفِّعْنِي فِيْهِمَا، حَتّى نَجْتَمِعَ بِرَأفَتِكَ فِي دَارِ كَرَامَتِكَ وَمَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ، إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَالْمَنِّ الْقَدِيْمِ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

الإمام الباقر عليه السلام يأمركم بأن تحافظوا على هذا الدعاء محافظتكم على أعينكم.

حرص أهل البيت على ربط أتباعهم بالله سبحانه وتعالى, ومن أقوى تلك الروابط الدعاء, فللدعاء جاذبية خاصة تشد الإنسان إلى خالقه.

من بين تلك الأدعية هذا الدعاء الذي يتضمن ثناءًأ على الله وتنزيها له عما لا يليق به سبحانه وتعالى..

يؤتى بهذا الدعاء عند تحقق وقت الزوال, وهو دعاء موجز لا يستغرق إلا و قتا يسيرا جدا لقراءته.

أوصى الإمام الباقر عليه السلام العالم الرباني محمد بن مسلم قائلا : حافظ على هذا الدعاء كما تحافظ على عينيك. 

و هذا هو الدعاء :

" سُبْحانَ الله وَلا إلهَ إِلاّ الله , وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَدًا, ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلي مِنَ الذُّلِّ وَكَبِرْهُ تَكْبيرًا."

أشار إلى هذا الدعاء ثقة المحدثين الشيخ عباس القمي في كتابه القيم " الباقيات الصالحات".

من تجليات { إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ }

قال تعالى في سورة ص :

وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) 


تأملوا قوله تعالى : { إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ }

تشير هذه الآية إلى جانب كبير له أهمية كبيرة في حياة الإنسان ومستقبله العظيم, وهي استحضار الأخرة, حيث أن في استحضار الآخرة فوائد تربوية كثيرة لها أثارها الإيجابية في حياة الإنسان, ولذا اعتبرها القرآن الكريم من الصفات السامية, حيث امتدح بها من اتصفوا بها كما تشير هذه الآية, ويعتبر تذكر الأخرة من كمال الإنسان, حيث أن هذا التذكر يقوي علاقته بخالقه, ويزيد من معرفته بالله سبحانه وتعالى, ويجعله مراقبا لنفسه ولسلوكه في هذه الحياة, حيث أن تذكر الآخرة, يجعل الإنسان يعيش حياة بعيدة عن الجرأة على الله بالمعصية, وتجعله على استعداد دائم, كي يحظى بلقاء الله, وهو يحمل روحا طاهرة, يملؤها الخوف من الله, والخوف من اقتراف المعاصي, والرغبة الدائمة في الاستزادة من الخيرات و الأعمال الصالحة.

قال العلامة في الميزان :

قوله تعالى: "إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار" الخالصة وصف قائم مقام موصوفه، و الباء للسببية و التقدير بسبب خصلة خالصة، و ذكرى الدار بيان للخصلة و الدار هي الدار الآخرة.

و أضاف العلامة :

و الآية أعني قوله: "إنا أخلصناهم" إلخ لتعليل ما في الآية السابقة من قوله: "أولي الأيدي و الأبصار" أو لقوله: "عبادنا" أو لقوله: "و اذكر" و أوجه الوجوه أولها، و ذلك لأن استغراق الإنسان في ذكرى الدار الآخرة و جوار رب العالمين و ركوز همه فيها يلازم كمال معرفته في جنب الله تعالى و إصابة نظره في حق الاعتقاد و التبصر في سلوك سبيل العبودية و التخلص عن الجمود على ظاهر الحياة الدنيا و زينتها كما هو شأن أبنائها قال تعالى: "فأعرض عمن تولى عن ذكرنا و لم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم:" النجم: - 30.

و معنى الآية و إنما كانوا أولي الأيدي و الأبصار لأنا أخلصناهم بخصلة خالصة غير مشوبة عظيمة الشأن هي ذكرى الدار الآخرة.

وفي تفسير الأمثل :

أمّا الصفة الرابعة لهم فيقول القرآن بشأنها: (إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار).

نعم، إنّهم يتطلّعون إلى عالم آخر، واُفق نظرهم لا ينتهي عند الحياة الدنيا ولذّاتها المحدودة، بل يتطّلعون إلى ما وراءها من حياة أبدية ونعيم دائم، ولهذا يبذلون الجهد ويسعون غاية السعي لنيلها.

وعلى هذا فإنّ المراد من كلمة (الدار) هي الدار الآخرة، لأنّه لا توجد دار غيرها، وإن وجدت فما هي إلاّ جسر أو ممرّ يؤدّي إلى الآخرة في نهاية الأمر.

بعض المفسّرين احتملوا أن يكون المراد من الدار هنا دار الدنيا، وعبارة (ذكرى الدار) إشارة إلى الذكر الحسن الباقي لاُولئك الأنبياء في هذه الدنيا، وهذا الإحتمال مستبعد جدّاً، وخاصّة أنّ كلمة (الدار) جاءت بشكل مطلق، وكذلك لا تتناسب مع كلمة (ذكرى).

والبعض الآخر إحتمل أنّ المراد هو ذكرهم الحسن والجميل في دار الآخرة، وهذا مستبعد أيضًا.

وعلى أيّة حال، فلعلّ الإنسان يتذكّر الآخرة بين حين وآخر، خاصّة عند وفاة أحد أصدقائه أو مشاركته في مراسم التشييع أو مجالس الفاتحة، وهذا الذكر ليس خالصاً وإنّما هو مشوب بذكر الدنيا، أمّا عباد الله المخلصون فإنّ لهم توجّهاً خالصاً وعميقاً ومستمراً بالنسبة للدار الآخرة، فهي على الدوام تتراءى أمام أعينهم، وعبارة (خالصة) في الآية إشارة إلى هذا المعنى.


ومن علماء أهل السنة الذين رجحوا أن المراد بذلك هي الدار هي الآخرة, أبو السعود, حيث ذكر في تفسيره :
"
{ إِنَّا أخلصناهم بِخَالِصَةٍ } تعليلٌ لما وُصفوا به من شرفِ العُبودَّيةِ وعلوِّ الرُّتبةِ في العلم والعمل أي جعلناهم خالصينَ لنا بخصلةٍ خالصةٍ عظيمةَ الشَّأنِ كما يُنبىءُ عنه التَّنكيرُ التَّفخيميُّ . وقولُه تعالى { ذِكْرَى الدار } بيانٌ للخالصةِ بعد إبهامِها للتَّفخيم أي تذكرٍ للدَّارِ الآخرةِ دائمَا فإنَّ خُلوصَهم في الطَّاعةِ بسببِ تذكُّرِهم لها وذلكَ لأنَّ مطمحَ أنظارِهم ومطرح أفكارِهم في كلِّ ما يأتُون وما يذرون جوارُ الله عزَّ وجلَّ والفوزُ بلقائهِ ولا يتسنَّى ذلك إلاَّ في الآخرةِ وقيل : أخلصناهُم بتوفيقِهم لها واللُّطفِ بهم في اختيارِها ويعضد الأوَّلَ قراءةُ من قرأ بخالصتِهم . وإطلاق الدَّارِ للإشعارِ بأنَّها الدَّارُ في الحقيقةِ وإنَّما الدُّنيا مَعْبرٌ . "

أوصى أئمّة أهل البيت - عليهم السلام - بقراءة هذه الآيات الخمس كل ليلة.

ورد عن الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام) الأمر بقراءة هذه الآيات الخمس بعد منتصف الليل, و كلما كان قريبا من آخر الليل كان أفضل :

هي خمس آيات من سورة آل عمران من الآية 190- 194

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) 

في المستدرك للنوري :

عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، انه قال: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوم من الليل، وذلك [ أشد ] القيام، [ كان ] إذا صلى العشاء الآخرة، أمر بوضوئه، وسواكه، فوضع عند رأسه مخمرا (5)، ثم يرقد ما شاء الله، ثم يقوم فيستاك، ويتوضأ، ويصلي اربع ركعات، ثم يرقد ما شاء الله، ثم يقوم فيتوضأ، ويستاك، ويصلي اربع ركعات، يفعل ذلك مرارا، حتى إذا قرب الصبح، أوتر بثلاث، ثم يصلي ركعتين جالسا، وكان كلما قام قلب بصره في السماء، ثم قرأ الآيات من سورة آل عمران: ( إن في خلق السماوات والارض) إلى قوله: (لا تخلف الميعاد) 

وذكر أيضا :

فقه الرضا (عليه السلام): (إذا قمت من فراشك، فانظر في افق السماء وقل: الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور، لأعبده واحمده وأشكره، وتقرأ آل عمران من قوله تعالى: { إن في خلق السماوات والارض } إلى قوله { إنك لا تخلف الميعاد } وقل: اللهم أنت الحي القيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، سبحانك سبحانك.



و في الوسائل :

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قمت باللّيل من منامك فقل: الحمد لله الذي ردَّ عليَّ روحي لأحمده وأعبده، فاذا سمعت صوت الديوك فقل: سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك، لا اله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني إنّه لا يغفر الذنوب الاّ أنت، فاذا قمت فانظر في آفاق السماء وقل: اللهم انّه لا يواري عنك ليل ساج، ولا سماء ذات أبراج، ولا أرض ذات مهاد، ولا ظلمات بعضها فوق بعض، ولا بحر لجّي تدلج بين يدي المدلج من خلقك، تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، غارت النجوم، ونامت العيون، وأنت الحي القيّوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، سبحان ربّ العالمين إله المرسلين، والحمد للّه ربّ العالمين، ثم اقرأ الخمس الايات من آخر آل عمران: (إن في خلق السماوات والأرض ـ الى قوله ـ إنّك لا تخلف الميعاد) ثمّ استك وتوضّأ فاذا وضعت يدك في الماء فقل: بسم الله وبالله اللهمّ جعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، فإذا فرغت فقل: الحمد لله ربّ العالمين، فاذا قمت إلى صلاتك فقل: بسم الله وبالله وإلى الله ومن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلاّ بالله، اللهمّ اجعلني من زوّارك (1) وعمّار مساجدك، وافتح لي باب توبتك، وأغلق عنّي باب معصيتك وكلّ معصية، الحمد لله الذي جعلني ممّن يناجيه، اللهمّ أقبل عليّ بوجهك جلّ ثناؤك، ثم افتتح الصلاة بالتكبير.

وفي سفينة البحار :

عن نوف البكالي قال: بت ليلة عند أمير المؤمنين(عليه السلام) فكان يصلي الليل كلّه، ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إِلى السماء ويتلو القرآن ـ ويردد هذه الآيات ـ فمرّ بي بعد هدوء الليل، فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟.

قلت: بل رامق ببصري يا أمير المؤمنين.

قال: «يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، أُولئك الذين اتخذوا الأرض بساطًا، وترابها فراشًا، وماءها طيبًا، والقرآن دثارًا، والدعاء شعارًا ...»

لدفع حوداث السيارات عن أحبائكم...

روى السيد ابن طاووس بسند معتبر عن جميل ابن دارج قال: دخل رجل على الصادق (عليه السلام)فقال له: ياسيدي علت سني ومات أقاربي وأنا خائف أن يدركني الموت وليس لي من اَّنس به وأرجع إليه. فقال له : إن من إخوانك المؤمنين من هو أقرب نسبا أو سببا وأنسك به خير من أنسك بقريب، وإذا أردت أن يطول عمرك وعمر أقاربك، فعليك بأن تقول عقب كل صلاة: 

" اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ إنَّ رَسُولَكَ الصّادِقَ المُصَدَّقَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ قالَ: إِنَّكَ قُلْتَ: ماتَرَدَّدْتُ في شَيٍ أنا فاعِلُهُ كَتَردُّدي في قَبْضِ روحِ عَبْديَ المؤمِنِ يَكْرَهُ المَوْتَ وَأكْرَهُ مُسائَتَهُ، اللَّهُمَّ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ لِوَليّكَ الفَرَجَ والعافِيةَ وَالنَصْرَ وَلاتَسؤْني في نَفْسي وَلا في أحَدٍ من أحِبَّتي. "

وان شئت فسمّ أحبّتك واحداً واحدًا فقل: وَلا في فُلانٍ وَلا في فُلانٍ. 

قال الرجل: والله لقد عشت حتى سئمت الحياة وهذا دعاء في غاية الاعتبار مرويّ في جميع كتب الدّعوات .


هذا دعاء جليل القدر, عظيم المنزلة, وقد ذكره العلامة الشيخ عباس القمي في كتاب الباقيات الصالحات, كما ذكره آية الله الكاشاني في مصابيح الجنان, كما ذكره الكفعمي في البلد الأمين.

ينبغي للمؤمن الإتيا ن به ضمن تعقيب الصلوات العامة, وهو من الأذكار التي يؤتى بها لطلب دفع الحوادث المفاجئة القاتلة عن الأحباء كحوادث السيارات وغيرها.

عملان عظيمان في عصر يوم الجمعة.


الأول :

أكد جمال العلماء الربانيين, العلامة الفقيه, السيد ابن طاووس على دعاء عظيم المنزلة, يعمق اتصالنا بالإمام المهدي, أرواحنا فداه.


هذا الدعاء. من وسائل الارتباط بالإمامة بشكل عام و الإمام المهدي عليه السلام بشكل خاص

هذا الدعاء من ضمن أعمال عصر يوم الجمعة, وقد ذكره و أكد عليه المحدث الكبير, العلامة الشيخ عباس القمي, وقال إن إسناده سندا معتبرا .

أكد السيد ابن طاووس في كتاب جمال الأسبوع أنه لا ينبغي للإنسان أن يهمل قراءة هذا الدعاء مهما كان لديه من مشاغل, لعظم منزلة هذا الدعاء.

وقد أورد السيد ابن طاووس هذا الدعاء نقلا عن جده العظيم شيخ الطائفة, العلامة الطوسي, أعلى الله مقامه, الذي أشار إلى أن رواي هذا الدعاء هو السفير الأول للإمام المهدي عليه السلام.

وقد أكد الشيخ حبيب الكاظمي أعلى الله مقامه في محاضراته على هذا الدعاء و الالتزام بقراءته.

يوجد هذا الدعاء ضمن أدعية مفاتيح الجنان, ويأتي ترتيبه في الكتاب بعد دعاء كميل.


اسم هذا الدعاء : دعاء زمن الغيبة.
العمل الآخر :


صلاة خاصة على النبي و آله ذكرها و أشار إلى عظمتها السيد الجليل ابن طاووس في جمال الأسبوع, واكد على ذلك ثقة المحدثين الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان, وهي من أفضل أعمال عصر يوم الجمعة :

هذه الصلاة تتضمن دعاءا عظيما للإمام المهدي عليه السلام.

ينبغي أن لا نهمل ذكر الصلاة المنسوبة الى أبي الحسن الّضرّاب الاصبهاني، وقد رواها الشّيخ والسّيد في أعمال عصر يوم الجمعة، وقال السّيد: هذه الصلاة مروية عن مولانا المهدي صلوات الله عليه وأن تركت تعقيب العصر يوم الجمعة لعُذر من الاعذار فلا تترك هذه الصلاة أبداً لامر أطلعنا الله جلّ جلاله عليه ثمّ ذكر الصلاة بسندها، وقال الشّيخ في المصباح هذه صلاة مرويّة عن صاحب الزّمان (عليه السلام) خرجت الى أبي الحسن الضّراب الاصبهاني بمكّة