يقول كثير من الخطباء بأن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله النصاري قد جاء لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين برفقة عبده عطية العوفي., وأنه قال له بأنه ‘ذا كان الركب القادم جهة كربلاء هو ركب الإمام علي بن الحسين عليه السلام, فإن عطية العوفي حر لوجه الله تعالى.
هو عطية بن سعد العوفي.
واقعا, إن عطية العوفي ليس ليس عبدا عند الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري, بل هو من تلامذته رضوان الله عليه.
إن عطية العوفي - رضوان الله عليه - من التابعين وهو أحد أعلام الإمامية, وهو من علماء الحديث.
إن الإمام علي عليه السلام هو من أسمى عطية بهذا الاسم فقد جاء سعد بن جنادة إلى علي بن أبي طالب (ع) وهو بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين إنه قد ولد لي غلام فسمِّه فقال (ع): هذا عطية الله فسمِّيَ عطية وكانت أمه رومية.
وعطية العوفي من الشيعة المخلصين الأوفياء فقد كتب الحجاج الى محمد بن القاسم أنْ يعرض على عطية العوفي سبّ علي ، و أمره إذا لم يفعل أن يضربه أربعمائة سوط ويحلق لحيته ، فاستدعاه فأبى أنْ يسب ، فأمضى حكم الحجاج فيه.
وقد روى عطية العوفي جملة من الأحاديث في فضل أهل البيت عليهم السلام منها :
عن محمد بن سعيد بن عقدة بسنده إلى عطية العوفي أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " فأخبره أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين، رضوان الله عليهم.
عطية العوفي قال: قلت لجابر: كيف كان منزلة علي فيكم؟ قال: كان خير البشر.
وعن جابر قال: عليّ خير البشر، لا يشك فيه إلا منافق.
عن عطية عن أبي سعيد ، والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ـ رضي الله عنهما ـ قالا :
قال رسول الله ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : إني تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض . فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
وبسبب تشيع عطية فقد ضعفه بعض العلماء المحسوبين على الخط الأموي الذين يغيظهم ذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام, كالجوزجاني الذي قال عن عطية « مائل » : و معروف عن الجوزجاني أنه كان ناصبيًّا منحرًفاً عن علي عليه السلام ، وكان يطلق هذه الكلمة على الرواة الشيّعة
مع أن جملة من علماء أهل السنة قد رووا عن عطية العوفي :
فالبخاري وانْ لم يخرج عن عطيّة في كتابه المعروف بالصحيح ، أخرج عنه في كتابه الآخر ( الأدب المفرد ) ... وهذا الكتاب وانْ لم يلتزم فيه بالصحّة لكنْ من البعيد أن يخرج فيه عمّن يراه من الكذّابين ! !
كذلك فإن الترمذي وبن ماجة أيضاً أخرجا عن عطيّة في كتابيهما المعدودين من الصحاح الستّة.
وقد وثق الحافظ سبط ابن الجوزي عطية العوفي في تذكرة الخواص.
في كتاب الكنى و الألقاب للمحدث الكبير آية الله الشيخ عباس القمي صاحب كتاب مفاتيح الجنان :
وكان عطية بن سعد فقيها في زمن الحجاج وكان يتشبع.
قال ابوجعفر الطبري في كتاب ذيل المذيل: عطية بن سعد بن جنادة العوفي من جديلة قيس يكنى ابا الحسن، قال ابن سعد: اخبرنا سعد بن محمد بن الحسن بن عطية قال جاء سعد بن جنادة إلى علي بن ابى طالب " ع " وهو بالكوفة فقال يا امير المؤمنين انه قد ولد لي غلام فسمه فقال هذا عطية الله فسمي عطية وكانت امه رومية وخرج عطية مع ابن الاشعث، هرب عطية إلى فارس وكتب الحجاج إلى محمد ابن قاسم الثقفي ان ادع عطية فان لعن علي بن ابي طالب وإلا فاضربه اربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته فدعاه وأقرأه كتاب الجاج وابى عطية ان يفعل فضربه اربعمائة سوط وحلق رأسه ولحيته فلما ولي قتيبة بن مسلم خراسان خرج اليه عطية فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق فكتب اليه عطية يسأله الاذن له في القدوم فاذن له فقدم الكوفة فلم يزل بها إلى ان توفي سنة 111 وكان كثير الحديث ثقة انشاء الله انتهى.
وحكي عن ملحقات الصراح قال: عطية العوفي ابن سعيد له تفسير في خمسة اجزاء قال عطية عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات على وجه التفسير واما على وجه القراء ة فقرأت عليه سبعين مرة انتهى.
وفي موسوعة أصحاب الفقهاء :
عطية بن سعد العوفي (1)
( بعد 35 ـ 111 هـ)
ابن جُنادة العوفي الجدلي القيسي، أبو الحسن الكوفي، من مشاهير التابعين.
وُلد في خلافة الاِمام علي - عليه السّلام- .
وروى عن: أبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، وعبد اللّه بن عباس، وأبي هريرة، وعدي بن ثابت الاَنصاري، وآخرين.
روى عنه: أبان بن تغلب، والحجاج بن أرطاة، وسليمان الاَعمش، وعمار الدُّهني، ومالك بن مِغْوَل، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، ومحمد بن عبيد اللّه العَرْزَميّ، ومِسْعَر بن كِدام، وابنه الحسن بن عطية، وآخرون.
وكان محدثاً، فقيهاً، مفسّراً، شيعياً جَلداً.
عُدّ من أصحاب الاِمام محمد الباقر - عليه السّلام- ، وأخذ عنه أبان بن تغلب، وخالد ابن طهمان، وزياد بن المنذر، كما ذكره النجاشي في تراجم هوَلاء.
قال ابن قتيبة: كان عطية بن سعد فقيهاً في زمن الحجاج، وكان يتشيع.
وثّقه ابن سعد، وابن مُعين
وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: صالح.
وقد ضعّف عطية جماعة، منهم: النسائي وأبو حاتم.
أقول: يظهر أنّ تضعيفه، انّما هو من جهة المذهب، فقد أكدوا أنّه كان يُعدّ من شيعة أهل الكوفة، وأنّه كان يتشيع، وممّا يُعضد ما ذهبنا إليه قول الساجي فيه: ليس بحجة وكان يقدّم علياً على الكل وقول الجوزجاني: مائل.
وعليه فإنّ تضعيفهم إياه لا يُعبأ به، فقد روى عنه جلّة الناس، كما قال البزار ، أو جماعة من الثقات في قول ابن عدي، وروى له البخاري في «الاَدب» وأبو داود والترمذي وابن ماجة.
ووثّقه ابن سعد وابن معين كما تقدم، ثم إنّ الرجل معروف بجهاده وثباته، وقد نُكّل به وعُذّب لحبّه وموالاته لاَمير الموَمنين - عليه السّلام- .
روي أنّ عبد اللّه بن الزبير دعا محمد بن الحنفية إلى بيعته فأبى، فحصره ومن معه من بني هاشم في الشِّعب، وتوعّدهم بالاِحراق، فبعث المختار أبا عبد اللّه الجدلي في أربعة آلاف، فسار القوم حتى أشرفوا على مكة، فجاء المستغيث:
اعجلوا فما أراكم تدركونهم، فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم عطية بن سعد العوفي، حتى دخلوا مكة فكبّروا تكبيرة سمعها ابن الزبير فانطلق هارباً، فأخرجوا ابن الحنفية ومن معه وأنزلوهم مِنى ثم خرج عطية مع ابن الاَشعث على الحجاج، فلما انهزم جيش ابن الاشعث هرب عطية إلى فارس فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي أن: ادعُ عطية فإن لعن علي بن أبي طالب، وإلاّ فاضربه أربعمائة سوط، واحلق رأسه ولحيته، فأبى عطية أن يفعل، فضربه ابن القاسم السّياط وحلق رأسه ولحيته، واستقر بخراسان بقية أيام الحجاج، فلما ولي العراق عمر بن هُبيرة أذن له في القدوم فعاد إلى الكوفة.
روى الواحدي (المتوفى 468 هـ) من طريق عطية عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية "يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إليكَ مِنْ رَبِّكَ" يوم غدير خمّ في علي بن أبي طالب ـ رضي اللّه عنه ـ
ولعطية العوفي تفسير القرآن الكريم، وقيل إنّ تفسيره في خمسة أجزاء.
توفّي بالكوفة سنة احدى عشرة ومائة، وقيل: سنة سبع وعشرين ومائة.
النص الذي ورد حول زيارة الصحابي العظيم جابر الأنصاري مع التابعي العظيم عطية العوفي برواية العلامة المجلسي في البحار. أورد النص كاملا :
بحار الأنوار / جزء 98 / صفحة [196- 197]
" عن الأعمش، عن عطية العوفي قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه الله زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فلما وردنا كربلا دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم ائتزر بازار وارتدى بآخر، ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله حتى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه، فألمسته فخر على القبر مغشيا " عليه، فرششت عليه شيئا " من الماء فأفاق وقال: يا حسين ثلاثا " ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه.
ثم قال: وأنى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أثباجك، وفرق بين بدنك ورأسك فأشهد أنك ابن النبيين، وابن سيد المؤمنين، وابن حليف التقوى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيدالنقباء، وابن فاطمة سيدة النساء، ومالك لا تكون هكذا، وقد غذتك كف سيد المرسلين، و ربيت في حجر المتقين، ورضعت من ثدي الايمان، وفطمت بالاسلام، فطبت حيا " وطبت ميتا "، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك، ولا شاكة في الخيرة لك فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى ابن زكريا.
ثم جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيها الأرواح التي حلت بفناء قبر الحسين وأناخت برحله. أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة و أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمدا " بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.
قال عطية: فقلت لجابر: كيف ولم نهبط واديا "، ولم نعل جبلا "، ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأولادهم وأرملت الازواج ؟
فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أحب قوما " حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمدا " بالحق إن نيتي و نية أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحابه، خذوني نحو أبيات كوفان فلما صرنا في بعض الطريق فقال لي: يا عطية هل اوصيك وما أظن أنني بعد هذه السفرة ملاقيك أحبب محب آل محمد صلى الله عليه واله ما أحبهم، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، وإن كان صواما " قواما "، وأرفق بمحب آل محمد فأنه إن تزل قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم اخرى بمحبتهم، فأن محبهم يعود إلى الجنة، ومبغضهم يعود إلى النار."'
ذكر العلامة الإمام السيد محسن الأمين - صاحب كتاب أعيان الشيعة - في كتابه المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبويّة - الجزء الأول ص 153- 152" المجلس التاسع والثمانون :
لما رجع أهل البيت عليهم السلام من الشام الى المدينة قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلاء فلما وصلوا الى موضع المصرع وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجالا من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد وردوا لزيارة قبر الحسين «ع» فتوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم واجتمع عليهم أهل ذلك السواد واقاموا على ذلك اياما . وعن الأعمش عن عطية العوفي قال خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه زائراً قبر الحسين «ع» فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم اتزر بازار وارتدى بآخر ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه ثم لم يخط خطوة الا ذكر الله تعالى حتى اذا دنا من القبر قال المسنيه يا عطية فألمسته اياه فخر على القبر مغشياً عليه فرششت عليه شيئاً من الماء فلما افاق قال يا حسين ثلاثا ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه ثم قال وأنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفرق بين بدنك ورأسك أشهد أنك ابن خير النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس اصحاب الكسا وابن سيد النقبا وابن فاطمة سيدة النسا وما لك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الايمان وفطمت بالاسلام فطبت حيا وطبت ميتا غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في حياتك فعليك سلام الله ورضوانه واشهد انك مضيت على ما مضى عليه اخوك يحيى بن زكريا (ع) ثم جال ببصره حول القبر وقال السلام عليكم ايتها الارواح التي حلت بفناء الحسين «ع» واناخت برحله اشهد انكم اقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وامرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى اتاكم اليقين والذي بعث محمداً بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه قال عطية فقلت لجابر فكيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين رؤؤسهم وابدانهم وأوتمت أولادهم وارملت الازواج فقال لي يا عطية سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول من احب قوماً حشر معهم ومن احب عمل قوم اشرك في عملهم والذي بعث محمداً (ص) بالحق ان نيتي ونية اصحابي على ما مضى عليه الحسين «ع» واصحابه قال عطية فبينما نحن كذلك واذا بسواد قد طلع من ناحية الشام فقلت يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام فقال جابر لعبده انطلق الى هذا السواد وائتنا بخبره فان كانوا من اصحاب عمر بن سعد فارجع الينا لعلنا نلجأ الى ملجأ وان كان زين العابدين فأنت حر لوجه الله تعالى قال فمضى العبد فما كان بأسرع من ان رجع وهو يقول يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله (ص) هذا زين العابدين (ع) قد جاء بعماته واخواته فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكشوف الرأس الى ان دنا من زين العابدين «ع» فقال الامام انت جابر قال نعم يا ابن رسول الله فقال يا جابر ههنا والله قتلت رجالنا وذبحت اطفالنا وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا . "
وقد ذكر ذلك أيضا في كتابه لواعج الأحزان.
وكما هو واضح من خطاب جابر فإن العبد هو شخص آخر غير عطية العوفي.
لكن بعض الخطباء اشتبه عليهم هذا الأمر, حيث يذكرون أن جابر جاء مع مولاه أو عبده عطية العوفي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام.
أنا واقعا, لم أقف على مصدر يشير إلى أن عطية العوفي كان عبدا لجابر, وإن كان هذا لا يقل من مكانته.
كما لم أقف على مصدر يذكر أن اسم العبد الآخر هو عطية أيضا.
أرجو أن أكون قد وفقت لإيضاح الفكرة, وعلى من يرتقي المنبر أن يكون دقيقا في نقل المعلومات.
هو عطية بن سعد العوفي.
واقعا, إن عطية العوفي ليس ليس عبدا عند الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري, بل هو من تلامذته رضوان الله عليه.
إن عطية العوفي - رضوان الله عليه - من التابعين وهو أحد أعلام الإمامية, وهو من علماء الحديث.
إن الإمام علي عليه السلام هو من أسمى عطية بهذا الاسم فقد جاء سعد بن جنادة إلى علي بن أبي طالب (ع) وهو بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين إنه قد ولد لي غلام فسمِّه فقال (ع): هذا عطية الله فسمِّيَ عطية وكانت أمه رومية.
وعطية العوفي من الشيعة المخلصين الأوفياء فقد كتب الحجاج الى محمد بن القاسم أنْ يعرض على عطية العوفي سبّ علي ، و أمره إذا لم يفعل أن يضربه أربعمائة سوط ويحلق لحيته ، فاستدعاه فأبى أنْ يسب ، فأمضى حكم الحجاج فيه.
وقد روى عطية العوفي جملة من الأحاديث في فضل أهل البيت عليهم السلام منها :
عن محمد بن سعيد بن عقدة بسنده إلى عطية العوفي أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " فأخبره أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين، رضوان الله عليهم.
عطية العوفي قال: قلت لجابر: كيف كان منزلة علي فيكم؟ قال: كان خير البشر.
وعن جابر قال: عليّ خير البشر، لا يشك فيه إلا منافق.
عن عطية عن أبي سعيد ، والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ـ رضي الله عنهما ـ قالا :

وبسبب تشيع عطية فقد ضعفه بعض العلماء المحسوبين على الخط الأموي الذين يغيظهم ذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام, كالجوزجاني الذي قال عن عطية « مائل » : و معروف عن الجوزجاني أنه كان ناصبيًّا منحرًفاً عن علي عليه السلام ، وكان يطلق هذه الكلمة على الرواة الشيّعة
مع أن جملة من علماء أهل السنة قد رووا عن عطية العوفي :
فالبخاري وانْ لم يخرج عن عطيّة في كتابه المعروف بالصحيح ، أخرج عنه في كتابه الآخر ( الأدب المفرد ) ... وهذا الكتاب وانْ لم يلتزم فيه بالصحّة لكنْ من البعيد أن يخرج فيه عمّن يراه من الكذّابين ! !
كذلك فإن الترمذي وبن ماجة أيضاً أخرجا عن عطيّة في كتابيهما المعدودين من الصحاح الستّة.
وقد وثق الحافظ سبط ابن الجوزي عطية العوفي في تذكرة الخواص.
في كتاب الكنى و الألقاب للمحدث الكبير آية الله الشيخ عباس القمي صاحب كتاب مفاتيح الجنان :
وكان عطية بن سعد فقيها في زمن الحجاج وكان يتشبع.
قال ابوجعفر الطبري في كتاب ذيل المذيل: عطية بن سعد بن جنادة العوفي من جديلة قيس يكنى ابا الحسن، قال ابن سعد: اخبرنا سعد بن محمد بن الحسن بن عطية قال جاء سعد بن جنادة إلى علي بن ابى طالب " ع " وهو بالكوفة فقال يا امير المؤمنين انه قد ولد لي غلام فسمه فقال هذا عطية الله فسمي عطية وكانت امه رومية وخرج عطية مع ابن الاشعث، هرب عطية إلى فارس وكتب الحجاج إلى محمد ابن قاسم الثقفي ان ادع عطية فان لعن علي بن ابي طالب وإلا فاضربه اربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته فدعاه وأقرأه كتاب الجاج وابى عطية ان يفعل فضربه اربعمائة سوط وحلق رأسه ولحيته فلما ولي قتيبة بن مسلم خراسان خرج اليه عطية فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق فكتب اليه عطية يسأله الاذن له في القدوم فاذن له فقدم الكوفة فلم يزل بها إلى ان توفي سنة 111 وكان كثير الحديث ثقة انشاء الله انتهى.
وحكي عن ملحقات الصراح قال: عطية العوفي ابن سعيد له تفسير في خمسة اجزاء قال عطية عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات على وجه التفسير واما على وجه القراء ة فقرأت عليه سبعين مرة انتهى.
وفي موسوعة أصحاب الفقهاء :
عطية بن سعد العوفي (1)
( بعد 35 ـ 111 هـ)
ابن جُنادة العوفي الجدلي القيسي، أبو الحسن الكوفي، من مشاهير التابعين.
وُلد في خلافة الاِمام علي - عليه السّلام- .
وروى عن: أبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، وعبد اللّه بن عباس، وأبي هريرة، وعدي بن ثابت الاَنصاري، وآخرين.
روى عنه: أبان بن تغلب، والحجاج بن أرطاة، وسليمان الاَعمش، وعمار الدُّهني، ومالك بن مِغْوَل، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، ومحمد بن عبيد اللّه العَرْزَميّ، ومِسْعَر بن كِدام، وابنه الحسن بن عطية، وآخرون.
وكان محدثاً، فقيهاً، مفسّراً، شيعياً جَلداً.
عُدّ من أصحاب الاِمام محمد الباقر - عليه السّلام- ، وأخذ عنه أبان بن تغلب، وخالد ابن طهمان، وزياد بن المنذر، كما ذكره النجاشي في تراجم هوَلاء.
قال ابن قتيبة: كان عطية بن سعد فقيهاً في زمن الحجاج، وكان يتشيع.
وثّقه ابن سعد، وابن مُعين
وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: صالح.
وقد ضعّف عطية جماعة، منهم: النسائي وأبو حاتم.
أقول: يظهر أنّ تضعيفه، انّما هو من جهة المذهب، فقد أكدوا أنّه كان يُعدّ من شيعة أهل الكوفة، وأنّه كان يتشيع، وممّا يُعضد ما ذهبنا إليه قول الساجي فيه: ليس بحجة وكان يقدّم علياً على الكل وقول الجوزجاني: مائل.
وعليه فإنّ تضعيفهم إياه لا يُعبأ به، فقد روى عنه جلّة الناس، كما قال البزار ، أو جماعة من الثقات في قول ابن عدي، وروى له البخاري في «الاَدب» وأبو داود والترمذي وابن ماجة.
ووثّقه ابن سعد وابن معين كما تقدم، ثم إنّ الرجل معروف بجهاده وثباته، وقد نُكّل به وعُذّب لحبّه وموالاته لاَمير الموَمنين - عليه السّلام- .
روي أنّ عبد اللّه بن الزبير دعا محمد بن الحنفية إلى بيعته فأبى، فحصره ومن معه من بني هاشم في الشِّعب، وتوعّدهم بالاِحراق، فبعث المختار أبا عبد اللّه الجدلي في أربعة آلاف، فسار القوم حتى أشرفوا على مكة، فجاء المستغيث:
اعجلوا فما أراكم تدركونهم، فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم عطية بن سعد العوفي، حتى دخلوا مكة فكبّروا تكبيرة سمعها ابن الزبير فانطلق هارباً، فأخرجوا ابن الحنفية ومن معه وأنزلوهم مِنى ثم خرج عطية مع ابن الاَشعث على الحجاج، فلما انهزم جيش ابن الاشعث هرب عطية إلى فارس فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي أن: ادعُ عطية فإن لعن علي بن أبي طالب، وإلاّ فاضربه أربعمائة سوط، واحلق رأسه ولحيته، فأبى عطية أن يفعل، فضربه ابن القاسم السّياط وحلق رأسه ولحيته، واستقر بخراسان بقية أيام الحجاج، فلما ولي العراق عمر بن هُبيرة أذن له في القدوم فعاد إلى الكوفة.
روى الواحدي (المتوفى 468 هـ) من طريق عطية عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية "يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إليكَ مِنْ رَبِّكَ" يوم غدير خمّ في علي بن أبي طالب ـ رضي اللّه عنه ـ
ولعطية العوفي تفسير القرآن الكريم، وقيل إنّ تفسيره في خمسة أجزاء.
توفّي بالكوفة سنة احدى عشرة ومائة، وقيل: سنة سبع وعشرين ومائة.
النص الذي ورد حول زيارة الصحابي العظيم جابر الأنصاري مع التابعي العظيم عطية العوفي برواية العلامة المجلسي في البحار. أورد النص كاملا :
بحار الأنوار / جزء 98 / صفحة [196- 197]
" عن الأعمش، عن عطية العوفي قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه الله زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فلما وردنا كربلا دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم ائتزر بازار وارتدى بآخر، ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله حتى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه، فألمسته فخر على القبر مغشيا " عليه، فرششت عليه شيئا " من الماء فأفاق وقال: يا حسين ثلاثا " ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه.
ثم قال: وأنى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أثباجك، وفرق بين بدنك ورأسك فأشهد أنك ابن النبيين، وابن سيد المؤمنين، وابن حليف التقوى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيدالنقباء، وابن فاطمة سيدة النساء، ومالك لا تكون هكذا، وقد غذتك كف سيد المرسلين، و ربيت في حجر المتقين، ورضعت من ثدي الايمان، وفطمت بالاسلام، فطبت حيا " وطبت ميتا "، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك، ولا شاكة في الخيرة لك فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى ابن زكريا.
ثم جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيها الأرواح التي حلت بفناء قبر الحسين وأناخت برحله. أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة و أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمدا " بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.
قال عطية: فقلت لجابر: كيف ولم نهبط واديا "، ولم نعل جبلا "، ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأولادهم وأرملت الازواج ؟
فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أحب قوما " حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمدا " بالحق إن نيتي و نية أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحابه، خذوني نحو أبيات كوفان فلما صرنا في بعض الطريق فقال لي: يا عطية هل اوصيك وما أظن أنني بعد هذه السفرة ملاقيك أحبب محب آل محمد صلى الله عليه واله ما أحبهم، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، وإن كان صواما " قواما "، وأرفق بمحب آل محمد فأنه إن تزل قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم اخرى بمحبتهم، فأن محبهم يعود إلى الجنة، ومبغضهم يعود إلى النار."'
ذكر العلامة الإمام السيد محسن الأمين - صاحب كتاب أعيان الشيعة - في كتابه المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبويّة - الجزء الأول ص 153- 152" المجلس التاسع والثمانون :
لما رجع أهل البيت عليهم السلام من الشام الى المدينة قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلاء فلما وصلوا الى موضع المصرع وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجالا من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد وردوا لزيارة قبر الحسين «ع» فتوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم واجتمع عليهم أهل ذلك السواد واقاموا على ذلك اياما . وعن الأعمش عن عطية العوفي قال خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه زائراً قبر الحسين «ع» فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم اتزر بازار وارتدى بآخر ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه ثم لم يخط خطوة الا ذكر الله تعالى حتى اذا دنا من القبر قال المسنيه يا عطية فألمسته اياه فخر على القبر مغشياً عليه فرششت عليه شيئاً من الماء فلما افاق قال يا حسين ثلاثا ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه ثم قال وأنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفرق بين بدنك ورأسك أشهد أنك ابن خير النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس اصحاب الكسا وابن سيد النقبا وابن فاطمة سيدة النسا وما لك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الايمان وفطمت بالاسلام فطبت حيا وطبت ميتا غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في حياتك فعليك سلام الله ورضوانه واشهد انك مضيت على ما مضى عليه اخوك يحيى بن زكريا (ع) ثم جال ببصره حول القبر وقال السلام عليكم ايتها الارواح التي حلت بفناء الحسين «ع» واناخت برحله اشهد انكم اقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وامرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى اتاكم اليقين والذي بعث محمداً بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه قال عطية فقلت لجابر فكيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين رؤؤسهم وابدانهم وأوتمت أولادهم وارملت الازواج فقال لي يا عطية سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول من احب قوماً حشر معهم ومن احب عمل قوم اشرك في عملهم والذي بعث محمداً (ص) بالحق ان نيتي ونية اصحابي على ما مضى عليه الحسين «ع» واصحابه قال عطية فبينما نحن كذلك واذا بسواد قد طلع من ناحية الشام فقلت يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام فقال جابر لعبده انطلق الى هذا السواد وائتنا بخبره فان كانوا من اصحاب عمر بن سعد فارجع الينا لعلنا نلجأ الى ملجأ وان كان زين العابدين فأنت حر لوجه الله تعالى قال فمضى العبد فما كان بأسرع من ان رجع وهو يقول يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله (ص) هذا زين العابدين (ع) قد جاء بعماته واخواته فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكشوف الرأس الى ان دنا من زين العابدين «ع» فقال الامام انت جابر قال نعم يا ابن رسول الله فقال يا جابر ههنا والله قتلت رجالنا وذبحت اطفالنا وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا . "
وقد ذكر ذلك أيضا في كتابه لواعج الأحزان.
وكما هو واضح من خطاب جابر فإن العبد هو شخص آخر غير عطية العوفي.
لكن بعض الخطباء اشتبه عليهم هذا الأمر, حيث يذكرون أن جابر جاء مع مولاه أو عبده عطية العوفي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام.
أنا واقعا, لم أقف على مصدر يشير إلى أن عطية العوفي كان عبدا لجابر, وإن كان هذا لا يقل من مكانته.
كما لم أقف على مصدر يذكر أن اسم العبد الآخر هو عطية أيضا.
أرجو أن أكون قد وفقت لإيضاح الفكرة, وعلى من يرتقي المنبر أن يكون دقيقا في نقل المعلومات.
مشكور اخي العزيز ما احوجنا إلى مثل هذه البحوث والمعلومات في محبي وانصار واصحاب اهل البيت. فشكر الله سعيك واثابكم الله.
ردحذف