الأربعاء، 2 يناير 2013

خصائص الانتماء لأهل البيت(عليهم السلام) عند الإمام الباقر عله السلام.

يعرض لنا الإمام الباقر عليه السلام جملة من السمات والخصائص التي تشير إلى معنى التشيع بمعناه الحقيقي, وهذه دروس ينبغي لنا أن نستفيد منها من عطاء هذا الإمام العظيم.

السمة الأولى : تقوى الله و طاعته فيما أمر به سبحانه وتعالى.

يقول الإمام الباقر عليه السلام : « فو الله ما شيعتنا إلاّ من اتقى الله واطاعه . . . »[1].

ويقول عليه السلام في موضع آخر : « لا تذهب بكم المذاهب ، فو الله ما شيعتنا إلاّ من اطاع الله عزّوجلّ »[2].

لذا نجد تأكيد الإمام عليه السلام على عنصر التقوى و اتباع التعالبم الإلهية , و إن التزام الإنسان بذلك يعتبر تجسيدا عمليا لدعوة الأئمة عليهم السلام في تعميق الصلة بين الإنسان وبين خالقه.


السمة الثانية : تقوية الوشائج والروابط الاجتماعية و الإنسانية بين الشيعة أنفسهم, وتعميق روح التواصل فيما بينهم وحب بعضهم لبعض, والابتعاد عن الشحناء و الخلاف.

يجسد هذه المطالب قوله عليه السلام : 

« إنما شيعة عليّ : المتباذلون في ولايتنا . المتحابّون في مودّتنا . المتزاورون لإحياء أمرنا, الذين إذا اغضبوا لم يظلموا . وإذا رضوا لم يسرفوا . بركة على من جاوروا . سلم لمن خالطوا »[3].

السمة الثالثة : البراءة من أعداء الله و أعداء رسوله المتطاولين على أهل بيت العصمة :

يقول عليه السلام « إنما شيعة عليّ : من لا يعدو صوتُه سمعَه ، ولا شحناؤه بدنَه، لا يمدح لنا قالياً . ولا يواصل لنا مبغضاً . ولا يجالس لنا عائباً »[4].

السمة الرابعة : ظهور آثار عبادة الله على سلوكهم و تصرفاتهم, ونظرتهم المعتدلة إلى الأمور :

يقول عليه السلام : : « إنما شيعة عليّ : الحلماء العلماء ، الذبل الشفاه ، تعرف الرهبانية على وجوههم »[5].

وقال أيضاً: «إنّما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ، والذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدّي الى ما ليس له بحقّ»[6].

ونجد الإمام عليه السلام يحرص على بيان أن يكون للجانب العبدي لدى الإنسان الشيعي سلوك خارجي هو انعكاس لهذه العبادة :

يقول عليه السلام « فوالله ما شيعتنا إلاّ من اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلاّ بالتواضع والتخشع والأمانة . وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة . والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء ، وأهل المسكنة ، والغارمين ، والأيتام. وصدق الحديث وتلاوة القرآن . وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير. وكانوا اُمناء عشائرهم في الأشياء »[7].
----------------------------------------------
هوامش :

[1] الكافي : 2 / 74 .
[2] المصدر السابق : 2 / 73 .
[3] تحف العقول : 220 .
[4] بحار الأنوار : 65 / 168 .
[5] بحار الأنوار : 65 / 189 .
[6] الكافي: 2/234.
[7] الكافي : 2 / 74 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق