في جامع أحاديث الشيعة للسيد البروجردي, المجلد 14
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد وينادى مناد من عند الله يسمع آخرهم كما يسمع أولهم يقول أين اهل الصبر ؟
قال فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون لهم ما كان صبركم هذا الذي صبرتم؟
فيقولون : صبرنا أنفسنا على طاعة الله وصبرناها عن معصية الله.
قال : فينادى مناد من عند الله صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب.
وورد هذا الحديث بصيغة مختلفة اختلافا يسيرا في نفس المصدر السابق :
عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال لهم من أنتم ؟ فيقولون نحن اهل الصبر فيقال لهم على ما صبرتم ؟ فيقولون كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله فيقول الله عز وجل صدقوا أدخلوهم الجنة وهو قول الله عز وجل { انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }.
إضاءة :
الصبر على الطاعة أن يستشعر الإنسان لذة الطاعة ويؤديها بكل حب و شوق ومن أمثلة الصبر على الطاعة :
- تأدية الصلاة بتأن ودون عجلة.
- قراءة القرآن بتأمل ودون سرعة.
- تخصيص وقت للتعقيب بعد الانتهاء من الصلاة يدعو فيها الإنسان ربه بما ورد من أذكار و أدعية
- عدم الاستعجال في الخروج من المسجد بعد الانتهاء من الصلاة, حيث نجد كثيرا من المؤمنين يبادرون إلى الخروج من المسجد بعد التسليم مباشرة, ولا يخصصون وقتا لمناجاة الله سبحانه وتعالى بعد الانتهاء من الصلاة.
- الاهتمام بالإتيان بصلاة الليل ففيها سعادة الدنيا و الآخرة.
- المسارعة في أداء أعمال الخير الواسعة مع قصد القربة.
الخ ... فكل عمل فيه لله سبحانه وتعالى رضا فاحرص كل الحرص على الإتيان به, واستحضر هذا الحديث دائما كي يكون محفزا لك على أداء فعل الخير.
ومن أمثلة الصبر عن المعصية :
- تجنب تأخير أداء الصلاة خارج وقت الفضيلة.
- التحكم في النفسك عندما يخطىء عليك شخص ما.
- السيطرة على النفس و تفادي توجيه كلمة جارحة إلى الزوجة عندما يبدر منها تقصير إزاء واجباتها الزوجية.
- استحضار الصورة الملكوتية القبيحة للأعمال السيئة كالغيبة ونحوها تفاديا للوقوع في براثنها.
الخ ....
وعندما تهم بالإقدام على معصية ما, فاستحضر هذا الحديث فهو يمثل مناعة تمنعك من الإقدام على اقتراف المعصية, وإن استحضار هذا الحديث عند الرغبة في عمل معصية ما يقوي من إرادتك إغراءات الشيطان.
هل يوجد عاقل يعلم بأن طريق ما , مليء بالسيارات القادمة ذات السرعات العالية ثم يذهب ليعبر ذلك الطريق؟ أليس الموت هو النتيجة المرتقبة؟
ونفس المثال يمكننا تطبيقه باستحضار هذا الحديث العظيم, الذي يخبرك بأن مقاومتك للتفس الأمارة بالسوء بالامتناع عن الغيبة وظلم الآخرين, يؤهلك للدخول إلى الجنة مكافأة إلهية, وما أعظم عطايا الله سبحانه وتعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق