الوساوس التي يبتلي بها الإنسان كثيرة, ويبتلي بها عدد من الناس, و تأتي الوساوس في الجوانب العبادية كما تأتي في الجوانب غير العبادية.
قد يشك الإنسان في أفعال الوضوء و الغسل و أفعال الصلاة والحج وغيرها.
وقد ينتابه الشك والوساوس في مجالات تعامله مع الآخرين : زوجته و أبناؤه ومن يتعامل معهم.
وهذه الوساوس يوجد قاسم مشترك أعلى بينها وهو أنها تحدث بسبب وجود ثغرة في النفس سببها البعد عن الله سبحانه وتعالى و الغفلة عنه, وهذه الثغرات تمثل بوابة يدخل الشيطان من خلالها.
وقد أشار إلى ذلك الإمام الصادق عليه السلام في مصباح الشريعة المنسوب إليه , حيث ورد عنه عليه السلام :
" لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد إلا وقد أعرض عن ذكر الله تعالى واستهان وسكن الى نهيه ونسى اطلاعه على سره فالوسوسة ما تكون من خارج القلب بإشارة معرفة العقل ومجاورة الطبع وأما إذا تمكن في القلب فذلك غى وضلاله وكفر والله عز وجل دعا عباده بلطف دعوته وعرفهم عداوه إبليس فقال تعالى: { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا } فكن معه كالقريب مع كلب الراعى يفزع إلى صاحبه صرفه عنه كذلك إذا أتاك الشيطان موسا ليضلك عن سبيل الحق وينسيك ذكر الله تعالى فاستعذ منه بربك وبربه فانه يؤيد الحق على الباطل وينصر المظلوم بقوله عز وجل: { إنه ليس له سلطان الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} ولن يقدر على ومعرفة إتيانه ومذاهب وسوسته إلا بدوام المراقبة والاستقامة على بساط الخدمه وهيبه المطلع وكثره الذكر وأما المهمل لاوقاته فهو صيد الشيطان لا محاله واعتبر بما فعل بنفسه من الاغواء والاغترار والاستكبار حيث غره واعجبه عمله وعبادته وبصيرته وجراته قد اورثه علمه ومعرفته واستدلاله بعقله اللعنه الابد فما ظنك بنصحه ودعوته غيره فاعتصم بحبل الأوثق وهو الالتجاء إلى الله تعالى والاضطرار بصحه الافتقار الى الله في كل نفس ولا يغرنك تزيينه للطاعه فانه يفتح عليك تسعة وتسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المائة فقابله بالخلاف والضد عن سبيله والمضادة باستهوائه".
لذا فإن تعميق الاتصال بالله سبحانه وتعالى يزيد من مقاومة النفس للوساوس الشيطانية.
وقد ورد عن أهل البيت عليهم السلام جملة من التوجيهات لعلاج هذه الوساوس الشيطانية :
الأول :
الخصال: قال أميرالمؤمنين(عليه السلام) : إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوّذ بالله وليقل: آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدين.
وفي البحار : قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا وسوس الشيطان لاحدكم فليتعوذ بالله، وليقل
بلسانه وقلبه : آمنت بالله ورسوله مخلصا له الدين.
و هذا الحديث يشير إلى أهمية التوجه القلبي و التفاعل مع معاني الدعاء وليس مجرد التلفظ بالكلمات.
الثاني :
في بحار الأنوار / جزء 92 / صفحة [136]
عن النبي صلى الله عليه وآله إن الشيطان اثنان : شيطان الجن، ويبعد بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وشيطان الانس ويبعد بالصلاة على النبي وآله.
الثالث :
في بحار الأنوار / جزء 92 / صفحة [137]
عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قلت: يا ابن رسول الله إني أجد بلابل في صدري، ووساوس في فؤادي حتى لربما قطع صلاتي، وشوش علي قراءتي قال: وأين أنت من عوذة أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قلت: يا ابن رسول الله علمني، قال:
إذا أحسست بشئ من ذلك. فضع يدك عليه، وقل :
" بسمِ الله وباللهِ اللهم مننتَ علي بالإيمانِ، وأودعتني القرآنَ، ورزقتني صيامَ شهرِ رمضان، فامننْ علي بالرحمةِ والرضوانِ، والرأفةِ والغفرانِ، وتمامِ ما أوليتني من النعمِ والإحسانِ، يا حنانُ يا منانُ، يا دائمُ يا رحمنُ، سُبحانك وليس لي أحدٌ سواك، سبحانك أعوذُ بك بعد هذه الكراماتِ من الهوانِ، وأسألك أن تجلي عن قلبي الأحزانِ " تقولها: ثلاثا فانك تُعافى. منها بعون الله تعالى، ثم تصلي على النبي والسلام عليهم ورحمة الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق