إن الأدعية الواردة عن الرسول الأعظم و أئمة أهل البيت عليهم السلام تغطي مساحة كبيرة من حياة الإنسان.
هي لا تنحصر في الشؤون الأخروية, فهي و إن كانت تركز على الاهتمام بالآخرة, فإنها في الوقت نفسه لها ارتباط كبير بكثير من الجوانب في حياة الدنيا في هذه الحياة.
وردت أدعية عن أهل بيت العصمة في تسهيل الحصول على أسباب الرزق.
على سبيل المثال, يمكن لمن تأخر حصولهم على وظيفة كخريجي الجامعات و خريجي الثانوية العامة وغيرهم أن يلجأوا إلى هذه الأدعية بعد توفير الأسباب الأخرى المطلوبة من شروط الوظيفة, , كل بما يتناسب مع مستواه الدراسي أو العملي.
غير أنه ينبغي التأكيد على جانب من الأهمية بمكان كبير.
لا ينبغي قراءة هذه الأدعية وسؤال الله سبحانه وتعالى تسهيل أسباب الحصول على أسباب الرزق والوظيفة من باب التجريب, فهذا يشير إلى سوء ظن بالله سبحانه وتعالى, وهذا خلاف الآداب في التعامل مع الله سبحانه وتعالى.
إذا لم يتحقق للإنسان ما يريد في البداية , فعليه أن يستمر و يداوم عليها و أن يكثر من الإلحاح على الله سبحانه وتعالى, مع مراعاة الجوانب الأخرى لا ستجابة الدعاء, والتي من بينها عدم الإصرار على المعاصي والذنوب, فإنها من موانع الإجابة.
على الداعي أن يكون على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب له, وعليه ألا يدعو الله سبحانه وتعالى دعاء من يريد أن يجرب, بل عليه أن يحسن الظن بخالقه.
قال العالم العارف, زينة العلماء السيد ابن طاووس في كتابه " جمال الأسبوع " :
" .... فإن الإنسان ما يجرب إلا على من يسوء ظنه به, و قد عرفت أن الله جل جلاله قال : { الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ } و لكن كن على ثقة كاملة من رحمة الله جل جلاله الشاملة, و من كمال جوده و إنجاز وعوده أبلغ مما تكون لو قصدت حاتما الجواد في طلب قيراط منه مع ما تسمعه عنه من الكرم و الإرفاد, فإنك تقطع على التحقيق أنه يعطيك القيراط لو طلبته لك بكل طريق, و اعلم أن حاجتك عند الله تعالى و جل جلاله أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين أهون و أقل من قيراط عند حاتم الذي وثقت بقصده فإياك من ترك الثقة بقصد الله جل جلاله و رفده "
أضع أمام الأخوات الفاضلات والأخوة الفضلاء جملة من الأعمال العبادية التي تسهل أسباب الرزق للإنسان والحصول على وظيفة.
تنقسم هذه الأعمال إلى قسمين :
القسم الأول :
- أعمال يؤتى بها لطلب تحقيق أي حاجة يريدها الإنسان, ومن بينها الحصول على وظيفة, وهي
موجودة على هذا الرابط :
لأصحاب الحاجات.
القسم الثاني :
أدعية خاصة وردت بشكل خاص لطلب تسهيل أسباب الرزق, ويعتبر الحصول على وظيفة عمل أبرز مصاديق هذه الأسباب, ويمكن للراغبين في تسهيل الأمور المرتبطة بالحصول على وظيفة عمل أن يداوموا عليها مع إيمانهم و ثقتهم باستجابة الله لدعائهم.
وردت عدة أعمال في هذا الجانب من بينها مايلي :
الأول : تعقيب صلاة العشاء :
اَللّـهُمَّ اِنَّهُ لَيْسَ لي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقي وَاِنَّما اَطْلُبُهُ بِخَطَرات تَخْطُرُ عَلى قَلْبي فَاَجُولُ فى طَلَبِهِ الْبُلْدانَ فَاَنَا فيما اَنَا طالِبٌ كَالْحَيْرانِ لا اَدْري اَفى سَهْل هَوُ اَمْ في جَبَل اَمْ في اَرْض اَمْ في سَماء اَمْ في بَرٍّ اَمْ في بَحْر وَعَلى يَدَيْ مَنْ وَمِنْ قِبَلِ مَنْ وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَاَسْبابَهُ بِيَدِكَ وَاَنْتَ الَّذي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لي واسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأخَذَهُ قَريباً وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرْ لي فيهِ رِزْقاً فَاِنَّكَ غَنِىٌّ عَنْ عَذابي وَاَنَا فَقيرٌ اِلى رَحْمَتِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ اِنَّكَ ذُو فَضْل عَظيم.
وهذا الدعاء من أدعية الرزق كما أشار علماء الطائفة كالسيد ابن طاووس في فلاح السائل والعلامة الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان.
هذا الدعاء موجود في كل كتب الأدعية المشهورة كمفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي, ومصباح المتهجد لشيخ الطائفة الطوسي, وغيره.
ذكر فضل هذا الدعاء زينة العلماء السيد ابن طاووس في كتابه " فلاح السائل " حيث قال :
ومن الدعوات أيضاً بعد العشاء الآخرة لطلب سعة الرزق ما رواه أبوالمفضّل(ره) قال: حدّثنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن عبداللَّه العلويّ قال: حدّثنا عبيداللَّه بن أحمد بن نهيك، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبيد بن زرارة قال: حضرت أبا عبداللَّه(ع) وشكا إليه رجل من شيعته الفقر وضيق المعيشة وأنّه يجول في طلب الرزق البلدان فلا يزداد إلَّا فقراً، فقال له أبو عبداللَّه(ع):
«إذا صلَّيت العشاء الآخرة فقل وأنت متأنّي: اللَّهُمَّ إِنَّه لَيْسَ لي علمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَرَاتٍ تَخْطُرُعَلَى قَلْبي فَأَجُولَ في طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فيما أنا طالب كالحيران لا أَدري أَفي سَهْلٍ هُوَ أم في جَبلٍ أم في أرضٍ أم في سماءٍ أم في برٍّ أم في بحرٍ، وعلى يَدَيْ مَنْ ومِنْ قَبِلِ مَنْ، وقد عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عندكَ وَأَسْبابَهُ بِيَدِكَ وَأَنتَ الذي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ وَتُسَبِّبُهُ برحمتك، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحمدٍ وآلِهِ واجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ ليَ وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قريباً، ولا تُعنِّني بِطَلَبِ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لي فِيهِ رِزْقاً فَإِنَّكَ غَنِيٌّ عَن عَذابي وَأَنا فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلَى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ إِنَّكَ ذو فضلٍ عظيمٍ.
قال عبيد بن زرارة: فما مضت بالرجل مديدة حتّى زال عنه الفقر وحَسُنَتْ حالُهُ.
الثاني : دعاء الإمام الرضا عليه السلام :
هذا الدعاء قد ذكره العلامة الشيخ الكفعمي في كتاب " المصباح " , وهو مروي عن الإمام الرضا عليه السلام, ويدعى به عقيب كل فريضة, أي بعد الانتهاء من الصلاة الواجبة :
يا من يملكُ حوائجَ السائلين و يعلمُ ضميرَ الصامتين, لكلِ مسألةٍ منك سمعٌ حاضرٌ و جوابٌ عتيد, و لكلِ صامتٍ منك عِلمٌ باطنٌ محيط, أسألُكَ بمواعيدِك الصادقة و أياديكَ الفاضلة و رحمتِك الواسعة و سلطانِك القاهر و ملكِك الدائم و كلماتِك التامات, يا من لا تنفَعُه طاعةُ المطيعين, و لا يضُره معصيةُ العاصين, صل على محمدٍ و آله, و ارزقني من فضلِك, و أعطني فيما ترزقني[ رزقتني ] العافية برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
الثالث : الإتيان بركعتي طلب الرزق بعد الانتهاء من صلاة العشاء والفراغ من تعقيباتها :
ذكر العالم الرباني, زينة العلماء العارفين, السيد ابن طاووس في كتابه قلاح السائل هذه الصلاة مروية عن الإمام الصادق عليه السلام :
قال ابن أبي عمير : حدّثني هشام بن سالم عن أبي عبداللَّه(ع) قال: « لا تتركوا ركعتينِ بعد عشاء الآخرة فإنّها مجلبة للرزق، تقرأ في الاُولى الحمد وآية الكرسي وقل يا أيَّها الكافرون، وفي الثانية الحمد وثلاث عشر مرّةً قل هو اللَّه أحد، فإذا سلَّمت فارفع يديك وقل :
" اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ يَامَن لا تَرَاهُ العُيونُ، وَلاَ تُخَالِطُهُ الظُّنُونُ، وَلا تَصِفُهُ الوَاصِفُونَ، يَامَن لا تُغَيِّره الدّهورُ، وَلاَ تُبْلِيهِ الأَزْمِنَة وَلاَ تحيله الاُمورُ، يَامَن لاَ يَذُوقُ الْمَوْتَ وَلاَ يَخَافُ الْفَوْتُ، يَامَنْ لاَ تَضُرُّهُ الذُنوبُ وَلاَ تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ صَلّ عَلَى مُحَمّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِيَ مَا لاَ يَنْقُصُكَ وَاغْفِرْ لِيَ مَا لاَ يَضُرُّكَ وافعل بي كذا وكذا وتسأل حاجتك»
وقال(ع): «منْ صَلّاها بنى اللَّه له بيتاً في الجنّة».
الرابع : قراءةهذا الدعاء في السجود في الصلاة الواجبة :
ذكر العلامة الشيخ الكفعمي - في " المصباح " - هذا الدعاء نقلا عن " مصباح المتهجد " لشيخ الطائفة الشيخ الطوسي - أعلى الله درجاته - و ابن باقي.
كما ذكره العلامة الشيخ عباس القمي في كتاب " الباقيات الصالحات " مرويا عن الإمام الباقر عليه السلام
" يا خير المسئولين و يا خير المعطين, ارزقني و ارزق عيالي من فضلك, فإنك ذو الفضل العظيم. "
عادة يؤتى بهذا الذكر في نهاية السجدة الأخيرة من الصلاةالواجبة.
الخامس : الإتيان بهذا الدعاء في سجدات صلاة الليل :
هذا الدعاء مروي عن الإمام الصادق عليه السلام, وقد ذكره شيخ الطائفة الطوسي ضمن أدعية السجدة الثانية من الركعة الثامنة، من نافلة الليل في كتاب (مصباح المتهجد ).
كما ذكره المحدث الكبير, العلامةالشيخ عباس القمي في كتاب " الباقيات الصالحات " في قسم أدعية الرزق.
عن أبي بصير قال: شكوت إلى الصادق (عليه السلام) الحاجة، وسألته أن يعلّمني دعاءً في طلب الرزق، فعلّمني دعاءً مااحتجت منذ دعوت به. قال (عليه السلام) :
قل في صلاة الليل وأنت ساجد :
" ياخَيْرَ مَدْعوٍّ وَياخَيْرَ مسؤولٍ، يا أوسَعَ مَنْ أعْطى وَياخَيْرَ مُرْتَجى ارْزُقْنِي وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ رِزْقِكَ وَسَبِّبْ لي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٍ."
السادس : هذا الدعاء المروي عن النبي صلى الله عليه و آله عن طريق الإمام الصادق عليه السلام.
ذكر ثقة الإسلام الكليني هذا الدعاء - في كتاب " الكافي " - مرويا عن الإمام الصادق عليه السلام, وقد أثبته العلامة , المحدَّث الكبير, آية الله الشيخ عباس القمي, في كتابه " الباقيات الصالحات "
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : علم رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الدعاء:
" يارازِقَ المُقِلّينَ وياراحِمَ المَساكينَ وَيأوليَّ المؤمِنينَ وَياذا القوَّةِ المَتينِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي وَعافِني وَاكْفِنِي ماأهَمَّني. "
السابع : هذا الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام :
عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنا قد استبطأنا الرزق فغضب ثم قال:
قل : " اللهم إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة, فيا خيرَ من دُعي, ويا خيرَ من سُئل, ويا خيرَ من أَعطى, ويا أفضل مرتجى, افعل بي كذا وكذا ". ثم تذكر ما تريد.
ذكر هذا الدعاء ثقة الإسلام العلامة الكليني في كتاب الكافي.
الثامن :هذه الصلاة الخاصة المروية عن النبي صلى الله علليه و آله :
ذكر هذه الصلاة العلامة, المحدث الكبير الشيخ عباس القمي في كتابه " الباقيات الصالحات " :
روي أن رجلاً أتى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال :
يارسول الله إنّي ذو عيال كثير وعليّ دين قد اشتدّ حالي فعلمني دعاءً أدعو الله به عزَّ وجلَّ يرزقني ما أقضي به ديني وأستعين به على عيالي فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :
يا عبد الله توضأ واسبغ وضؤك ثم صلِّ ركعتين تتم الركوع والسجود ثم قل:
" ياماجِدُ ياواحِدُ ياكَريمُ، أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بمُحَمَّدٍ نَبيِّكَ نَبيّ الرَّحْمَةِ صَلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، يامُحَمَّدُ يارَسولَ الله إِنِّي أتَوَجَّهُ بِكَ إِلى الله رَبِّي وَرَبِّكَ وَرَبِّ كُلِّ شَيٍ، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ، وَأَسْأَلُكَ نَفْحَةً كَريمَةً مِنْ نَفَحاتِكَ وَفَتْحاً يَسيراً وَرِزْقاً وَاسِعاً ألِمُّ بِهِ شَعَثِي وَأقْضي بِهِ دَيْني وَأسْتَعينُ بِهِ عَلى عِيالي."
هي لا تنحصر في الشؤون الأخروية, فهي و إن كانت تركز على الاهتمام بالآخرة, فإنها في الوقت نفسه لها ارتباط كبير بكثير من الجوانب في حياة الدنيا في هذه الحياة.
وردت أدعية عن أهل بيت العصمة في تسهيل الحصول على أسباب الرزق.
على سبيل المثال, يمكن لمن تأخر حصولهم على وظيفة كخريجي الجامعات و خريجي الثانوية العامة وغيرهم أن يلجأوا إلى هذه الأدعية بعد توفير الأسباب الأخرى المطلوبة من شروط الوظيفة, , كل بما يتناسب مع مستواه الدراسي أو العملي.
غير أنه ينبغي التأكيد على جانب من الأهمية بمكان كبير.
لا ينبغي قراءة هذه الأدعية وسؤال الله سبحانه وتعالى تسهيل أسباب الحصول على أسباب الرزق والوظيفة من باب التجريب, فهذا يشير إلى سوء ظن بالله سبحانه وتعالى, وهذا خلاف الآداب في التعامل مع الله سبحانه وتعالى.
إذا لم يتحقق للإنسان ما يريد في البداية , فعليه أن يستمر و يداوم عليها و أن يكثر من الإلحاح على الله سبحانه وتعالى, مع مراعاة الجوانب الأخرى لا ستجابة الدعاء, والتي من بينها عدم الإصرار على المعاصي والذنوب, فإنها من موانع الإجابة.
على الداعي أن يكون على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب له, وعليه ألا يدعو الله سبحانه وتعالى دعاء من يريد أن يجرب, بل عليه أن يحسن الظن بخالقه.
قال العالم العارف, زينة العلماء السيد ابن طاووس في كتابه " جمال الأسبوع " :
" .... فإن الإنسان ما يجرب إلا على من يسوء ظنه به, و قد عرفت أن الله جل جلاله قال : { الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ } و لكن كن على ثقة كاملة من رحمة الله جل جلاله الشاملة, و من كمال جوده و إنجاز وعوده أبلغ مما تكون لو قصدت حاتما الجواد في طلب قيراط منه مع ما تسمعه عنه من الكرم و الإرفاد, فإنك تقطع على التحقيق أنه يعطيك القيراط لو طلبته لك بكل طريق, و اعلم أن حاجتك عند الله تعالى و جل جلاله أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين أهون و أقل من قيراط عند حاتم الذي وثقت بقصده فإياك من ترك الثقة بقصد الله جل جلاله و رفده "
أضع أمام الأخوات الفاضلات والأخوة الفضلاء جملة من الأعمال العبادية التي تسهل أسباب الرزق للإنسان والحصول على وظيفة.
تنقسم هذه الأعمال إلى قسمين :
القسم الأول :
- أعمال يؤتى بها لطلب تحقيق أي حاجة يريدها الإنسان, ومن بينها الحصول على وظيفة, وهي
موجودة على هذا الرابط :
لأصحاب الحاجات.
القسم الثاني :
أدعية خاصة وردت بشكل خاص لطلب تسهيل أسباب الرزق, ويعتبر الحصول على وظيفة عمل أبرز مصاديق هذه الأسباب, ويمكن للراغبين في تسهيل الأمور المرتبطة بالحصول على وظيفة عمل أن يداوموا عليها مع إيمانهم و ثقتهم باستجابة الله لدعائهم.
وردت عدة أعمال في هذا الجانب من بينها مايلي :
الأول : تعقيب صلاة العشاء :
اَللّـهُمَّ اِنَّهُ لَيْسَ لي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقي وَاِنَّما اَطْلُبُهُ بِخَطَرات تَخْطُرُ عَلى قَلْبي فَاَجُولُ فى طَلَبِهِ الْبُلْدانَ فَاَنَا فيما اَنَا طالِبٌ كَالْحَيْرانِ لا اَدْري اَفى سَهْل هَوُ اَمْ في جَبَل اَمْ في اَرْض اَمْ في سَماء اَمْ في بَرٍّ اَمْ في بَحْر وَعَلى يَدَيْ مَنْ وَمِنْ قِبَلِ مَنْ وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَاَسْبابَهُ بِيَدِكَ وَاَنْتَ الَّذي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لي واسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأخَذَهُ قَريباً وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرْ لي فيهِ رِزْقاً فَاِنَّكَ غَنِىٌّ عَنْ عَذابي وَاَنَا فَقيرٌ اِلى رَحْمَتِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ اِنَّكَ ذُو فَضْل عَظيم.
وهذا الدعاء من أدعية الرزق كما أشار علماء الطائفة كالسيد ابن طاووس في فلاح السائل والعلامة الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان.
هذا الدعاء موجود في كل كتب الأدعية المشهورة كمفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي, ومصباح المتهجد لشيخ الطائفة الطوسي, وغيره.
ذكر فضل هذا الدعاء زينة العلماء السيد ابن طاووس في كتابه " فلاح السائل " حيث قال :
ومن الدعوات أيضاً بعد العشاء الآخرة لطلب سعة الرزق ما رواه أبوالمفضّل(ره) قال: حدّثنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن عبداللَّه العلويّ قال: حدّثنا عبيداللَّه بن أحمد بن نهيك، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبيد بن زرارة قال: حضرت أبا عبداللَّه(ع) وشكا إليه رجل من شيعته الفقر وضيق المعيشة وأنّه يجول في طلب الرزق البلدان فلا يزداد إلَّا فقراً، فقال له أبو عبداللَّه(ع):
«إذا صلَّيت العشاء الآخرة فقل وأنت متأنّي: اللَّهُمَّ إِنَّه لَيْسَ لي علمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَرَاتٍ تَخْطُرُعَلَى قَلْبي فَأَجُولَ في طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فيما أنا طالب كالحيران لا أَدري أَفي سَهْلٍ هُوَ أم في جَبلٍ أم في أرضٍ أم في سماءٍ أم في برٍّ أم في بحرٍ، وعلى يَدَيْ مَنْ ومِنْ قَبِلِ مَنْ، وقد عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عندكَ وَأَسْبابَهُ بِيَدِكَ وَأَنتَ الذي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ وَتُسَبِّبُهُ برحمتك، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحمدٍ وآلِهِ واجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ ليَ وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قريباً، ولا تُعنِّني بِطَلَبِ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لي فِيهِ رِزْقاً فَإِنَّكَ غَنِيٌّ عَن عَذابي وَأَنا فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلَى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ إِنَّكَ ذو فضلٍ عظيمٍ.
قال عبيد بن زرارة: فما مضت بالرجل مديدة حتّى زال عنه الفقر وحَسُنَتْ حالُهُ.
الثاني : دعاء الإمام الرضا عليه السلام :
هذا الدعاء قد ذكره العلامة الشيخ الكفعمي في كتاب " المصباح " , وهو مروي عن الإمام الرضا عليه السلام, ويدعى به عقيب كل فريضة, أي بعد الانتهاء من الصلاة الواجبة :
يا من يملكُ حوائجَ السائلين و يعلمُ ضميرَ الصامتين, لكلِ مسألةٍ منك سمعٌ حاضرٌ و جوابٌ عتيد, و لكلِ صامتٍ منك عِلمٌ باطنٌ محيط, أسألُكَ بمواعيدِك الصادقة و أياديكَ الفاضلة و رحمتِك الواسعة و سلطانِك القاهر و ملكِك الدائم و كلماتِك التامات, يا من لا تنفَعُه طاعةُ المطيعين, و لا يضُره معصيةُ العاصين, صل على محمدٍ و آله, و ارزقني من فضلِك, و أعطني فيما ترزقني[ رزقتني ] العافية برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
الثالث : الإتيان بركعتي طلب الرزق بعد الانتهاء من صلاة العشاء والفراغ من تعقيباتها :
ذكر العالم الرباني, زينة العلماء العارفين, السيد ابن طاووس في كتابه قلاح السائل هذه الصلاة مروية عن الإمام الصادق عليه السلام :
قال ابن أبي عمير : حدّثني هشام بن سالم عن أبي عبداللَّه(ع) قال: « لا تتركوا ركعتينِ بعد عشاء الآخرة فإنّها مجلبة للرزق، تقرأ في الاُولى الحمد وآية الكرسي وقل يا أيَّها الكافرون، وفي الثانية الحمد وثلاث عشر مرّةً قل هو اللَّه أحد، فإذا سلَّمت فارفع يديك وقل :
" اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ يَامَن لا تَرَاهُ العُيونُ، وَلاَ تُخَالِطُهُ الظُّنُونُ، وَلا تَصِفُهُ الوَاصِفُونَ، يَامَن لا تُغَيِّره الدّهورُ، وَلاَ تُبْلِيهِ الأَزْمِنَة وَلاَ تحيله الاُمورُ، يَامَن لاَ يَذُوقُ الْمَوْتَ وَلاَ يَخَافُ الْفَوْتُ، يَامَنْ لاَ تَضُرُّهُ الذُنوبُ وَلاَ تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ صَلّ عَلَى مُحَمّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِيَ مَا لاَ يَنْقُصُكَ وَاغْفِرْ لِيَ مَا لاَ يَضُرُّكَ وافعل بي كذا وكذا وتسأل حاجتك»
وقال(ع): «منْ صَلّاها بنى اللَّه له بيتاً في الجنّة».
الرابع : قراءةهذا الدعاء في السجود في الصلاة الواجبة :
ذكر العلامة الشيخ الكفعمي - في " المصباح " - هذا الدعاء نقلا عن " مصباح المتهجد " لشيخ الطائفة الشيخ الطوسي - أعلى الله درجاته - و ابن باقي.
كما ذكره العلامة الشيخ عباس القمي في كتاب " الباقيات الصالحات " مرويا عن الإمام الباقر عليه السلام
" يا خير المسئولين و يا خير المعطين, ارزقني و ارزق عيالي من فضلك, فإنك ذو الفضل العظيم. "
عادة يؤتى بهذا الذكر في نهاية السجدة الأخيرة من الصلاةالواجبة.
الخامس : الإتيان بهذا الدعاء في سجدات صلاة الليل :
هذا الدعاء مروي عن الإمام الصادق عليه السلام, وقد ذكره شيخ الطائفة الطوسي ضمن أدعية السجدة الثانية من الركعة الثامنة، من نافلة الليل في كتاب (مصباح المتهجد ).
كما ذكره المحدث الكبير, العلامةالشيخ عباس القمي في كتاب " الباقيات الصالحات " في قسم أدعية الرزق.
عن أبي بصير قال: شكوت إلى الصادق (عليه السلام) الحاجة، وسألته أن يعلّمني دعاءً في طلب الرزق، فعلّمني دعاءً مااحتجت منذ دعوت به. قال (عليه السلام) :
قل في صلاة الليل وأنت ساجد :
" ياخَيْرَ مَدْعوٍّ وَياخَيْرَ مسؤولٍ، يا أوسَعَ مَنْ أعْطى وَياخَيْرَ مُرْتَجى ارْزُقْنِي وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ رِزْقِكَ وَسَبِّبْ لي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٍ."
السادس : هذا الدعاء المروي عن النبي صلى الله عليه و آله عن طريق الإمام الصادق عليه السلام.
ذكر ثقة الإسلام الكليني هذا الدعاء - في كتاب " الكافي " - مرويا عن الإمام الصادق عليه السلام, وقد أثبته العلامة , المحدَّث الكبير, آية الله الشيخ عباس القمي, في كتابه " الباقيات الصالحات "
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : علم رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الدعاء:
" يارازِقَ المُقِلّينَ وياراحِمَ المَساكينَ وَيأوليَّ المؤمِنينَ وَياذا القوَّةِ المَتينِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي وَعافِني وَاكْفِنِي ماأهَمَّني. "
السابع : هذا الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام :
عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنا قد استبطأنا الرزق فغضب ثم قال:
قل : " اللهم إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة, فيا خيرَ من دُعي, ويا خيرَ من سُئل, ويا خيرَ من أَعطى, ويا أفضل مرتجى, افعل بي كذا وكذا ". ثم تذكر ما تريد.
ذكر هذا الدعاء ثقة الإسلام العلامة الكليني في كتاب الكافي.
الثامن :هذه الصلاة الخاصة المروية عن النبي صلى الله علليه و آله :
ذكر هذه الصلاة العلامة, المحدث الكبير الشيخ عباس القمي في كتابه " الباقيات الصالحات " :
روي أن رجلاً أتى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال :
يارسول الله إنّي ذو عيال كثير وعليّ دين قد اشتدّ حالي فعلمني دعاءً أدعو الله به عزَّ وجلَّ يرزقني ما أقضي به ديني وأستعين به على عيالي فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :
يا عبد الله توضأ واسبغ وضؤك ثم صلِّ ركعتين تتم الركوع والسجود ثم قل:
" ياماجِدُ ياواحِدُ ياكَريمُ، أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بمُحَمَّدٍ نَبيِّكَ نَبيّ الرَّحْمَةِ صَلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، يامُحَمَّدُ يارَسولَ الله إِنِّي أتَوَجَّهُ بِكَ إِلى الله رَبِّي وَرَبِّكَ وَرَبِّ كُلِّ شَيٍ، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ، وَأَسْأَلُكَ نَفْحَةً كَريمَةً مِنْ نَفَحاتِكَ وَفَتْحاً يَسيراً وَرِزْقاً وَاسِعاً ألِمُّ بِهِ شَعَثِي وَأقْضي بِهِ دَيْني وَأسْتَعينُ بِهِ عَلى عِيالي."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق