الأربعاء، 2 يناير 2013

كثرة علم الإنسان ليست عصمة عن سوء الخاتمة : الشلمغاني أنموذجا.


ينبغي لكل إنسان مؤمن أن يكون على حذر, وأن يسأل الله سبحانه وتعالى الثبات على الحق.

إن كثرة العلم لا تفيد الإنسان إذا لم يرافقها تقوى الله والخوف منه.

من أجلى الأمثلة على ذلك هوالشلمغاني.

الشلمغاني عالم كبير من كبار علماء الشيعة الإمامية, وكانت كتبه تملؤ بيوت الشيعة.

من كتبه :

كتاب التكليف.

كتاب ماهية العصمة.

كتاب الزاهر بالحجج العقلية.

كتاب المباهلة.

كتاب الأوصياء.

كتاب المعارف.

كتاب الإيضاح.

كتاب فضل النطق على الصمت.

كتاب فضائل العمرتين.

كتاب الأنوار.

كتاب التسليم.

كتاب البرهان والتوحيد.

كتاب البداء والمشيئة.

كتاب نظم القرآن.

كتاب الإمامة الكبير.

كتاب الإمامة الصغير.

وقد كان عالما كبيرا, وكان مستقيما في البداية, ولكنه انحرف انحرافا كبيرا بعد أن آلت السفارة إلى الحسين بن روح.

هو يطمح أن يكون سفيرا للإمام المهدي عليه السلام, ولكن الإمام المهدي لم يختاره, حيث اختار الحسين بن روح بدلا منه, فدفعه ذلك إلى حسد الحسين بن روح, ثم انحرف انحرافا كبيرا بعد ذلك, و أدى به الأمر أن لعنه الإمام المهدي عليه السلام ودعا إلى البراءة منه.

عن أبي الحسين بن تمام ، قال : حدثني عبدالله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح ( رضي الله عنه ) ، قال : سأل الشيخ يعني أبا القاسم ( رضي الله عنه ) عن كتب ابن أبي العزاقر ، بعدما ذم وخرجت فيه اللعنة ، فقيل له : فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا منه ملاء ؟ فقال : أقول فيها : ما قاله أبومحمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ، وقد سئل عن كتب بني فضال ، فقالوا : كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها ملاء ؟ فقال صلوات الله عليه : خذوا بما رووا وذروا ما رأوا.

كان أبوجعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام ، وذاك أن الشيخ أبا القاسم ( رضي الله عنه وأرضاه ) ، كان قد جعل له عند الناس منزلة وجاها ، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ، ويسنده عن الشيخ أبي القاسم فيقبلونه منه ، ويأخذونه عنه ، حتى انكشف ذلك لابي القاسم ( رضي الله عنه ) فأنكره ، وأعظمه ، ونهى بني بسطام عن كلامه ، وأمرهم بلعنه والبراءة منه .

و إليكم كلمات الإمام المهدي عليه السلام الأخيرة في حقه :


إن محمد بن علي المعروف بالشلمغاني عجل الله له النقمة ولا أمهله ، وقد ارتد عن الاسلام وفارقه ، وألحد في دين الله ، وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى ، وافتراى كذبا وزورا ، وقال بهتانا وإثما عظيما ، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا ، وإنا برأنا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته منه ، ولعناه عليه لعائن الله تترى ، في الظاهر منا والباطن في السر والجهر ، وفي كل وقت وعلى كل حال ، وعلى كل من شايعه وبلغه هذا القول منا ، فأقام على تولاه بعده " .


و كانت نهايته أن أحذه السلطان فقتله وصلبه ببغداد.

لذا على كل إنسان أن يسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة, فحسن الخاتمة لا تتم إلا بتسديد إلهي.

لمزيد عن حياة الشلمغاني يمكن الرجوع إلى معجم رجال الحديث للسيد الخوئي و رجال الشيخ الطوسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق