الاثنين، 7 يناير 2013

لأصحاب الحاجات ..

قال السيد الجليل زينة العلماء العارفين ابن طاووس في جمال الأسبوع , يذكر إشارات جميلة لمن أراد أن يؤدي عملا عباديا ليسهل الله عليه قضاء ذلك الأمر وتسهيل تلك الحاجة.:

" لا تكن في صوم الحاجة و صلاتها كالمجرب الذي بظنه هل هذا الصوم و الصلاة يكفي في قضائها أم لا فإن الإنسان ما يجرب إلا على من يسوء ظنه به و قد عرفت أن الله جل جلاله قال الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ و لكن كن على ثقة كاملة من رحمة الله جل جلاله الشاملة و من كمال جوده و إنجاز وعوده أبلغ مما تكون لو قصدت حاتما الجواد في طلب قيراط منه مع ما تسمعه عنه من الكرم و الإرفاد فإنك تقطع على التحقيق أنه يعطيك القيراط لو طلبته لك بكل طريق و اعلم أن حاجتك عند الله تعالى و جل جلاله أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين أهون و أقل من قيراط عند حاتم الذي وثقت بقصده فإياك من ترك الثقة بقصد الله جل جلاله و رفده أقول ثم إذا سلمت من هذه المخافة و نجوت من خطر هذه الآفة و قمت لله جل جلاله بما تقدر عليه من حق الحرمة و الهيبة و الرحمة و الرأفة فليكن نيتك في صوم حاجتك و صلاتك لنازلتك أنك تقصد أنك تصوم صوم الحاجة و تصلي صلاة الحاجة للأهم فالأهم من حاجاتك الدينية و أهمها حوائج من أنت في خفاوة هدايته و حمايته من الصفوة النبوية فيكون صومك و صلاتك لأجل قضاء حوائجه ص ثم لحوائجك الدينية التي يجب تقديمها قبل حاجتك ثم لهذه حاجتك التي قد عرضت لك الآن و تكون في غيرها أفقر إلى الله جل جلاله و أحوج إليه مثال ذلك أن تخاف على نفسك من القتل و البوار فتصوم صوم الحاجة للسلامة من هذه الأخطار و أنت تعلم أن صومك لعفو الله جل جلاله و رضاه عنك و إقباله عليك و قبوله منك أهم لديك لأن قتل مهجتك إنما يذهب به دنياك إذا كنت في القتل سليما في دينك و سريرتك ثم أنت إذا لم تقتل فلا بد أن تموت على كل حال و عفو الله جل جلاله و رضاه إنما لم يحصل هلكت في الدنيا و الآخرة و حصلت في أهوال لا يقدر على احتمالها قوة الجبال ]الخيال[ فإذا اشتغلت بين يدي الله جل جلاله في صوم الحاجة و صلاتها بهذه التي قد تجددت لك الآن و تركت الاهتمام بالأهم كنت مستحقا للحرمان و الخذلان و ربما يكون قد عرضت في نفسك الهوان و إنما قلنا تقدم حوائج الصفوة من العترة النبوية لأن بقاء الدنيا و أهلها بمن يكون لطفا و قطبا و حافظا للأمانات الإلهية و المقامات المحمدية فإذا كنت محفوظا بواحد على مقتضى اعتقادك فكيف تقدم حوائجك على حوائجه بل يجب أن تقدم حوائجه على حوائجك و مراده على مرادك أقول و اعلم أنه ص مستغن عن صومك و صلاتك لحاجاته لأجل مشرف مقاماته و جلالة مراقباته و كمال إخلاصه في طاعاته و إنما تكون أنت إذا عملت بما قلناه أديت الأمانة و قدمت الأهم فالأهم كما ذكرناه كما تستفتح أدعيتك بالصلاة عليهم ص فكذا تستفتح أبواب قضاء حاجتك بتقديم حوائجه ثم الأهم من حوائجك عند نيتك ."

ذكر السيد ابن طاووس - في جمال الأسبوع - عدة صلوات لقضاء الحاجات يوم الجمعة, منها هذه الصلاة, التي ينبغي أن تسبق بالصوم ابتداء من يوم الأربعاء :


" عن أبي عبد الله ع قال من كانت له حاجة مهمة فليصم الأربعاء و الخميس و الجمعة ثم يصلي ركعتين قبل الركعتين اللتين يصليهما عند الزوال ثم يدعو بهذا الدعاء :

" اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو لا تأخذه سنة و لا نوم و أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي خشعت له الأصوات و عنت له الوجوه و ذلت له النفوس و وجلت له القلوب من خشيتك و أسألك بأنك مليك و أنك مقتدر و أنك ما تشاء من أمر يكون و أنك الله الماجد الواحد الذي لا يحفيك سائل و لا ينقصك نائل و لا يزيدك كثرة الدعاء إلا كرما و جودا لا إله إلا أنت الحي القيوم و لا إله إلا أنت الخالق الرازق و لا إله إلا أنت المحيي المميت و لا إله إلا أنت البدي‏ء البديع لك الفخر و لك الكرم و لك المجد و لك الحمد و لك الأمر وحدك لا شريك لك يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا ."

يؤتى بهذه الصلاة لمن عليه دين أيضا
ذكر السيد رضي الدين بن طاووس في " جمال الأسبوع " أعمالا خاصة تؤدى يوم الخميس لتسهيل قضاء الحاجات :

الأول :

قال السيد ابن طاووس قدس سره :

من كانت له حاجة فليباكر فيها في يوم الخميس فإذا توجه قرأ الحمد و المعوذتين و الإخلاص و القدر و آية الكرسي و الخمس آيات من آخر آل عمران ثم يقول : 

" مولاي انقطع الرجاء إلا منك و خابت الآمال إلا فيك أسألك بحق من حقه واجب عليك ممن جعلت له الحق عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي حاجتي. " 

الثاني :

صلاة خاصة تؤدى بعد ضحي نهار يوم الخميس لدفع الغم و الهم و قضاء الديون, وهي كما يلي :

عن المفضل بن عمر قال كنت و إسحاق بن عمار و داود بن كثير الرقي و جماعة عند سيدنا أبي عبد الله- صلوات الله عليه - فدخل إسماعيل بن قيس فشكا الغم و الهم و كثرة الدين فقال له عيه السلام :

إذا كان يوم الخميس بعد الضحى فاغتسل و ائت مصلاك و صل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و عشر مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر فإذا سلمت تقول مائة مرة : اللهم صل على محمد و آل محمد, ثم ترفع يديك نحو السماء و تقول:

يا الله يا الله عشر مرات ثم تحرك سبابتيك و تقول : يا رب يا رب حتى ينقطع النفس, ثم تبسط يديك تلقاء وجهك و تقول : يا الله يا الله عشر مرات و تقول : يا أفضل من رجا و يا خير من دعي و يا أجود من أعطى و يا أكرم من سئل و يا من لا يعز عليه ما يفعله يا من حيث ما دعي أجاب, اللهم إني أسألك بموجبات رحمتك و أسمائك العظام و بكل اسم هو لك عظيم, و أسألك بوجهك الكريم و بفضلك القديم, و أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت, و إذا سئلت به أعطيت و أسألك باسمك العظيم العظيم ديان يوم الدين محيي العظام و هي رميم, و أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تيسر لي أمري, و لا تعسر علي و تسهل لي مطلب رزقي من فضلك الواسع, يا قاضي الحاجات يا قديرا على ما لا يقدر عليه أحد غيرك, يا أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين. 

قال ابن طاووس : " أقول و زاد فيه أبو الفرج محمد بن أبي قرة رحمهما الله اللهم إني أسألك بقوتك و قدرتك و بعزتك و ما أحاط به علمك أن تيسر لي من فضلك و حلال رزقك أوسعه و أعمه فضلا و خيره عاقبة يا رب. "

صلاة أخرى ليوم الخميس و هي صلاة الحاجة, ذكرها السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع : 

من كانت له حاجة مهمة فليغتسل يوم الخميس عند ارتفاع النهار قبل الزوال فليصل ركعتين يقرأ في الأولى منهما الحمد و آية الكرسي و في الثانية الحمد و آخر الحشر هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و إنا أنزلناه في ليلة القدر فإذا سلم يأخذ المصحف فيرفعه فوق رأسه ثم يقول بحق من أرسلته به إلى خلقك و بحق كل آية لك فيه و بحق كل مؤمن مدحته فيه و بحقك عليك و لا أحد أعرف بحقك منك يا سيدي يا الله عشر مرات بحق محمد(صلى الله عليه وآله وسلّم) عشر مرات بحق علي عشرا بحق فاطمة عشرا ثم تعد كل إمام عشر مرات حتى تنتهي إلى إمام زمانك اصنع بي كذا و كذا يقضى حاجتك إن شاء الله تعالى.

صلاة أخرى ليوم الخميس لقضاء الحوائج , ذكرها السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع : 

عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) أنه قال من صلى يوم الخميس أربع ركعات يقرأ في الأولى منهن الحمد مرة و إحدى عشرة مرة قل و الله أحد و في الثانية الحمد مرة و إحدى و عشرين مرة قل هو الله أحد و في الثالثة الحمد مرة و إحدى و ثلاثين مرة قل هو الله أحد و في الرابعة الحمد مرة و إحدى و أربعين مرة قل هو الله أحد كل ركعتين بتسليم فإذا سلم في الرابعة قرأ قل هو الله أحد إحدى و خمسين مرة و قال اللهم صل على محمد و آل محمد إحدى و خمسين مرة ثم يسجد و يقول في سجوده يا الله يا الله مائة مرة و تدعو بما شئت.

ذكرالعلامة الشيخ عباس القمي في " الباقيات الصالحات " هذا الدعاء مرويا عن ابن بابويه بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام) قال : 

إذا قال العبد وهو ساجد: ياالله يارَبَّاهُ ياسيِّداهُ ثلاث مرات، أجابه تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل حاجتك. وفي كتاب (مكارم الاخلاق): إن العبد إذا سجد فقال: يارَبّاهُ ياسَيّداهُ حتى ينقطع نفسه، قال له الرب تبارك وتعالى: لبيك ماحاجتك.
ذكر السيد ابن طاوس - في جمال الأسبوع - هذه الصلاة من ضمن صلوات ليلة الثلاثاء, ويمكن الإتيان بها لطلب قضاء الحاجات و تسهيل الأمور :

روي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) أنه قال من صلى ليلة الثلاثاء ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و آية الكرسي و قل هو الله أحد و شهد الله و إنا أنزلناه في ليلة القدر مرة مرة أعطاه الله تعالى ما سأل.

ذكر زينة العلماء السيد ابن طاووس قدس سره في كتابه " فلاح السائل " هذا الدعاء في سجدة الشكر بعد الفراغ من الصلاة للإمام السجاد عليه السلام - نقلا عن شيخ الطائفة الأعظم الشيخ الطوسي - وهو دعاء عظيم يعتبر من أسباب تحقق الإجابة وتسهيل قضاء الحوائج :




كان عليّ بن الحسين صلوات اللَّه عليهما إذا سجد يقول مائة مرّة: الْحَمْدُ للَّهِ‏ِ شكرًا، وكلّما قال عشر مرّات قال: شُكْرًَا لِلْمُجيبِ، ثمّ يقول :

«يَا ذَا المَنّ الدَائِم الَّذي لا يَنْقَطِع أَبَدَاً وَلا يُحْصِيهِ غَيْرُه، وَيَاذَا الْمَعْرُوف الَّذي لَا يَنْفَد أَبَدَاً يَا كَريم يَا كَريم يَا كَريم» ثُمّ يَدعو ويتضرّع ويذكر حاجته.

ثمّ يقول : « لك الْحَمْدُ إِن أَطَعْتُك وَلَكَ الحُجّةَ إِن عَصَيْتُك، لا صُنْعَ لِي وَلا لِغَيري فِي إِحْسَانٍ مِنْكَ إِليَّ فِي حَالِ الحَسَنَةِ يَا كَريمُ يَا كَريمُ، صَلّ عَلَى‏ مُحَمّد وَأهْلِ بَيْتِهِ وَصِلْ بِجَمِيعِ مَا سَأَلْتُكَ وَسَألَكَ مَنْ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا مِنَ الْمؤمنينَ وَالمُؤمناتِ وَابْدَأ بِهِمْ وَثَنّ بِي بِرَحْمَتِكَ»، ثمّ يضع خدّه الأيمن على الأرض ويقول: " اللَّهُمَّ لا تَسْلُبْني مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِن وِلايَتِكَ وَولايَةِ مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ عَلَيْهِ وَعَليهم السَلام. "


ثمّ ادع بما أحببت.


وذكر السيد ابن طاووس - أعلى الله مقامه - دعاءا آخر في سجدة الشكر هو :

" اللَّهُمَّ لَكَ قَصَدْتُ وَإِلَيْكَ اعْتَمَدْتُ وَأَرَدْتُ، وَبِكَ وَثِقْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَأَنْتَ عَالِمٌ بِمَا أَرَدْت" 

وقد أشار السيد ابن طاووس إلى أنه قد روي أنّ مَن قال ذلك لم يرفع رأسه حتّى تُقضى حاجته إن شاء اللَّه.

في البحار وفي المجتنى من الدعاء المجتبى لعلي بن موسى بن الطاووس



عن الإمام الصادق عليه السلام : 


عليكم بسورة الأنعام فإن فيها اسم الله تعالى في سبعين موضعا فمن كانت له حاجة فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب و سورة الأنعام و ليقل إذا فرغ منها :

" يا كريم يا كريم, يا عظيم يا عظيم, يا أعظم من كل عظيم, يا سميعَ الدعاء, يا من لا تغيره الأيام و الليالي, صل على محمد و آل محمد, و ارحم ضعفي و فقري و فاقتي و مسكنتي فإنك أعلم بها مني, و أنت أعلم بحاجتي, يا من رحم الشيخ يعقوب حتى رد عليه يوسف, و أقر عينه يا من رحم أيوب بعد طول بلائه, يا من رحم محمدا صلى الله عليه و آله و من اليتم آواه و نصره على جبابرة قريش و طواغيتها, و أمكنه منهم, يا مغيث يا مغيث."

فو الذي نفسي بيده لو دعوت بها ما تصلي هذه الصلاة بهذه السورة ثم سألت الله تعالى جميع حوائجك لقضاها لك إن شاء الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق